والأعمال السياسية والإعلامية والعسكرية المسلحة ذات المضمون التضحوي . ويتحدّد أحد هذين الخطين في ضوء تشخيص ظروف الجماعة وقدراتها وإمكاناتها من ناحية ، وكذلك في ضوء تشخيص مستوى الانحراف والظلم الذي يمارسه الحكم تجاه الناس والاسلام من ناحية أخرى ، وكذلك مدى التأثير والتغيير الذي يمكن أن يتركه هذا النشاط على واقع الأمة من ناحية ثالثة .
وينطلق الموقف السياسي في البراءة من أعداء أهل البيت من مبدأ أن بغضهم وعداءهم هو الكفر بعينه ، لأنه خلاف صريح القرآن . وقد ورد في عدة روايات أن بغضهم كفر .
الموازنة في المصالح والأولويات :
الثالث : أن يكون التحرّك السياسي قائماً على أساس موازنة تقدم المصالح العليا للاسلام والأمة الاسلامية على المصالح الخاصة للجماعة الصالحة في ترتيب خاص للأولويات [1] ؛ لأن مصلحة الأمة الاسلامية والعقيدة الاسلامية مقدمة على المصالح والمنافع الخاصة للجماعة ، بل هي أهم هذه المصالح الخاصة على الاطلاق . وهذا الفهم لهذا الخط السياسي يمثل أحد أبعاد مبدأ « التقية » عند أهل البيت ، الذي يعني التقيد والالتزام بالتنازل عن الممارسات والمواقف الخاصة لهم بالقدر الذي يحفظ المصالح العامة للمسلمين ووحدتهم ، بحيث تكون تلك الممارسات والمواقف مقيدة ومؤطرة بإطار هذه المصالح مضافاً إلى سبب الخوف من القمع

[1] تحدثنا عن هذه الأولويات في الباب الثاني من هذا الكتاب ، وفي كتابنا الوحدة الاسلامية من منظور الثقلين : 119 - 129 .

289