نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 234
أهل البيت ( عليهم السلام ) لنظام الجماعة الصالحة ، وهي أن يتولّى الفقيه المجتهد هذه الشؤون . بل يمكن أن نقول : إن هذه الولاية هي حقيقة قائمة في وسط أتباع أهل البيت ( عليهم السلام ) كان يمارسها المجتهدون ، ويفتي بها العلماء ، مع قطع النظر عن طريقة الاستدلال عليها . ولعلّ من أفضل النصوص التي يمكن الاستدلال بها على هذا الحكم هو الآية الكريمة الرابعة والأربعون من سورة المائدة السابقة ، وكذلك التوقيع المعتبر المروي عن الإمام المهدي عجّل الله فرجه في قوله : « وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله » [1] . حيث يفهم من الحديث أن المراد من الحوادث هو الموضوعات الخارجية التي يواجهها الانسان في حركته اليومية ، والتي تحتاج إلى موقف شرعي ، مضافاً إلى اقتران حجيّة الرواة مع حجيّة الإمام على الناس في الحديث ، وهي شاملة وعامة . كما يمكن أن يُفهم هذا المعنى أيضاً من أحاديث القضاء الذي يعتبر من أهم مناصب الولاية وأخطرها ، كما أشرنا إلى ذلك . وبهذه المفردة تكتمل صورة النظرية في نظام الجماعة ، وهي نظرية الإمامة ، ويصبح « المجتهد » هو المرجع للمؤمنين من أبناء الجماعة الصالحة الذي يقوم بدور الإمام . ويتعيّن هذا الإمام ويتشخّص بين المجتهدين المتعددين ، أما باختيار الأمة له اختياراً طبيعياً وتدريجياً من خلال وجوب الفحص عن خصائصه الذاتية المطلوبة من العلم والعدالة والخبرة والكفاءة وغيرها ، والتي يشهد بها أهل الخبرة حيث يجب تقليده عندئذ والارتباط به ، أو باختيار الأمة له بانتخابها