نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 214
من أنفسهم ، وعليه أن يتحمل مسؤولية إبلاغ الرسالة ، وتزكية المؤمنين وتربيتهم ، وتعليمهم الكتاب والحكمة ، ورعاية شؤونهم والمواساة لهم في حياتهم . ( هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) . إن النظام الذي وضعه أهل البيت ( عليهم السلام ) لتنظيم الجماعة يرتكز على هذه القاعدة النظرية ، فإن الإمام في زمن حضوره وشهوده ، وإن لم تكن بيده السلطة ، ولا يكون مبسوط اليد في القدرة ، إلاّ أنه مع ذلك كله لا بدّ فيه من توفّر هذه الخصوصيات ، ويتحمل أيضاً هذه المسؤوليات والواجبات وله هذه الحقوق ، ولكن بالقدر الذي تسمح به الظروف المعاشة له وللجماعة الصالحة التي يتولى شؤونها . وتتناسب الواجبات والحقوق في السعة والضيق مع هذه الظروف المتاحة . وأما في عصر الغيبة فإن المجتهد الجامع للشرائط هو الذي يقوم بهذا الدور باعتباره الوريث الطبيعي للأنبياء والأئمة ( عليهم السلام ) ، لأنهم لم يورثوا ذهباً ولا فضة ولا درهماً ولا ديناراً وإنما ورثوا شيئاً من العلم والحكمة . عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « العلماء مصابيح الأرض وخلفاء الأنبياء ، وورثتي وورثة الأنبياء » [1] . عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « إن العلماء ورثة الأنبياء ، وذاك أن الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً ، وإنما أورثوا أحاديث من أحاديثهم ، فمن أخذ بشيء منها فقد أخذ حظاً وافراً ، فانظروا علمكم هذا عمّن تأخذونه ، فإن فينا أهل البيت في كل خلف عدولاً ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين وتأويل