نام کتاب : دفع الشبه عن الرسول ( ص ) نویسنده : الحصني الدمشقي جلد : 1 صفحه : 70
فقدحوا في الصحابة ، لأن القدح في الرجل قدح في صاحبه وخليطه ، وهؤلاء كفار لاستحلالهم سب أفضل الخلق بعد الأنبياء عليهم أفضل الصلاة والسلام . ومنهم : أقوام يلبسون على الناس بقراءة البخاري وغيره ، وهم لا يعتقدون البخاري ، ويسمونه فيما بينهم بالفشاري ، ولهم خبائث عديدة كل واحدة كفر محقق . وبقي أمور لا أطول بذكرها . فمن أراد الله به خيرا حماه عن مجالسة هؤلاء ، لأن القلب سريع الانقلاب وقبول الرخص والشبه ، فإذا علقت به الشبهة والريبة فبعيد أن ترتفع عن قلبه غشاوة ما وقر فيه ، وأقل ما ينال القلب التردد والحيرة ، وذلك عين الفتنة ومراد الشيطان . فإن كان الذي دخلت قلبه الشبهة عاميا ، والمبتدع أدخلها عليه ب ( قال الله عز وجل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) فبعيد أن يرجع ويتقشع عن قلبه غشاوة الجهل والحيرة لتحكم الشبهة بالدليل ، وهذا من الهالكين إلا أن يتداركه الله برحمته . لأن عمدة الناس الكتاب والسنة ، والهلكة الجهلة يفهمونهما على غير المراد منهما على الوجه المرضي . فمن حق العبد الطالب للنجاة حراسة قلبه وسمعه عن خزايا خزعبلات المبتدعة وتزويق كلامهم ، وأن لا يغتر بتقشفهم وكثرة تعبدهم وزهدهم ووصفهم لأنفسهم ، فإن ذلك من أقوى حبائلهم التي يصطادون بها ، وبها تتشرب القلوب لبدعتهم ، لا سيما من قلبه مشغوف بحب الدنيا ، إذا رأى زاهدا فيها ، مع إكبابه على الكتاب والسنة ، مع الورع والزهد والعفة والقناعة ، فلا شك ولا ريب أنه يرغب فيه غاية الرغبة ، ويميل إليه غاية الميل ، ولا يصده عنه صاد ، كما هو مشاهد من العوام ومحبتهم ورغبتهم لمن هو بهذه المثابة .
70
نام کتاب : دفع الشبه عن الرسول ( ص ) نویسنده : الحصني الدمشقي جلد : 1 صفحه : 70