نام کتاب : دفع الشبه عن الرسول ( ص ) نویسنده : الحصني الدمشقي جلد : 1 صفحه : 33
بل بعضها نصوص ، كما قدمته في حديث النخامة وغيرها . فتنبه لذلك لتبقى على بصيرة من جهل أولئك . ومن المعلوم أنه - عز وجل - واجب الوجود كان ، ولا زمان ولا مكان ، وهما - أعني الزمان والمكان - مخلوقان . وبالضرورة أن من هو في مكان فهو مقهور محاط به ، ويكون مقدرا ومحدودا . وهو - سبحانه وتعالى - منزه عن التقدير والتحديد ، وعن أن يحويه شئ ، أو يحدث له صفة ، تعالى الله عما يصفون وعما يقولون علوا كبيرا . فإن قيل : ففي الصحيحين [1] من حديث شريك بن أبي نمر ، عن أنس رضي الله عنه : أنه ذكر المعراج ، وفيه : ( فعلا بي الجبار تعالى ، فقال وهو في مكانه : يا رب خفف عنا ) الحديث . فالجواب : أن الحافظ أبا سليمان الخطابي قال : إن هذه لفظة تفرد بها شريك ، ولم يذكرها غيره ، وهو كثير التفرد بمناكير الألفاظ . والمكان لا يضاف إلى الله سبحانه وتعالى ، إنما هو مكان النبي صلى الله عليه وسلم مقامه الأول الذي أقيم فيه . وفي الحديث : ( فأستأذن على ربي وهو في داره ) [2] . يوهم مكانا ، وإنما المعنى في داره التي دورها لأوليائه . وقد قال القاضي أبو يعلى في كتابه ( المعتمد ) : إن الله سبحانه وتعالى وتقدس لا يوصف بمكان . فإن قيل : يلزم من كلامكم نفي الجهات ، ونفيها يحيل وجوده .
[1] صحيح البخاري : 6 / 2732 ح 7079 كتاب التوحيد ، وفي طبعة رقم 6963 صحيح مسلم : كتاب الإيمان رقم 234 و 235 و 236 والصلاة 607 . [2] رواه البخاري لاحظ فتح الباري 13 / 422 .
33
نام کتاب : دفع الشبه عن الرسول ( ص ) نویسنده : الحصني الدمشقي جلد : 1 صفحه : 33