responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دفع الشبه عن الرسول ( ص ) نویسنده : الحصني الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 32


الحدث ، وهو عز وجل منزه عن ذلك شرعا وعقلا ، بل هو أزلي لم يسبق بعدم ، بخلاف الحادث .
ومن المعلوم أن الاستواء إذا كان بمعنى الاستقرار والقعود لا بد فيه من المماسة ، والمماسة إنما تقع بين جسمين أو جرمين .
والقائل بهذا شبه وجسم ، وما أبقى في التجسيم والتشبيه بقية ، كما أبطل دلالة ( ليس كمثله شئ ) [1] ومن المعلوم في قوله تعالى ( لتستووا على ظهوره ) [2] أنه الاستقرار على الأنعام والسفن ، وذلك من صفات الآدميين .
فمن جعل الاستواء على العرش بمعنى الاستقرار والتمكن ، فقد ساوى بينه - عز وجل - وبين خلقه .
وذلك من الأمور الواضحة التي لا يقف في تصورها بليد ، فضلا عمن هو حسن التصور جيد الفهم والذوق ، وحينئذ فلا يقف في تكذيبه ( ليس كمثله شئ ) وذلك كفر محقق .
ثم من المعلوم أن ( الاستواء ) من الألفاظ الموضوعة بالاشتراك ، وهو من قبيل المجمل ، فدعواه أنه بمعنى الاستقرار في غاية الجهل ، لجعله المشترك دليلا على أحد أقسامه خاصة .
فالحمار مع بلادته لا يرضى لنفسه أن يكون ضحكة ، لجعله القسم قسيما .
فمن تأمل هؤلاء الحمقى وجدهم على جهل مركب ، يحتجون بالأدلة المجملة التي لا دليل فيها قطعا عند أهل العلم .
ويتركون الأدلة التي ظاهرها في غاية الظهور في الدليل على خلاف دعواهم ،



[1] سورة الشورى : 11 .
[2] سورة الزخرف : 13 .

32

نام کتاب : دفع الشبه عن الرسول ( ص ) نویسنده : الحصني الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست