responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دفع الشبه عن الرسول ( ص ) نویسنده : الحصني الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 26


فمن قال : ( استوى بذاته ) ، فقد أجراه مجرى الحسيات ، وذلك عين التشبيه .
فاصرفوا بالعقول الصحيحة عنه سبحانه ما لا يليق به من تشبيه أو تجسيم .
وأمروا الأحاديث كما جاءت من غير زيادة ولا نقص .
فلو أنكم قلتم : نقرأ الأحاديث ونسكت ، لما أنكر عليكم أحد .
ولا تدخلوا في مذهب هذا الرجل الصالح السلفي - أعني الإمام أحمد - ما ليس منه ، فلقد كسوتم هذا المذهب شينا قبيحا ، حتى لا يقال عن حنبلي إلا مجسم .
ثم زينتم مذهبكم بالعصبية ل‌ ( يزيد بن معاوية ) ، وقد علمتم أن صاحب المذهب أجاز لعنته .
وقد كان أبو محمد التميمي يقول في بعض أئمتكم : لقد شان المذهب شينا قبيحا لا يغسل إلى يوم القيامة [1] .
فالحاصل من كلام ابن حامد والقاضي وابن الزاغوني - من التشبيه والصفات التي لا تليق بجناب الحق - سبحانه وتعالى - هي نزعة سامرية في التجسيم ، ونزعة يهودية في التشبيه ، وكذا نزعة نصرانية .
فإنه لما قيل عن عيسى عليه السلام : إنه روح الله سبحانه وتعالى ، اعتقدت النصارى أن لله صفة هي الروح ولجت في مريم عليها السلام .
وهؤلاء وقع لهم الغلط من سوء فهمهم ، وما ذاك إلا أنهم سموا الأخبار أخبار صفات ، وإنما هي إضافات ، وليس كل مضاف صفة .
فإنه - سبحانه وتعالى - قال : ( ونفخت فيه من روحي ) [2] ، وليس لله صفة تسمى روحا ، فقد ابتدع من سمى المضاف صفة ، ونادى على نفسه بالجهل وسوء الفهم .



[1] إلى هنا المنقول عن ابن الجوزي في ( دفع شبه التشبيه ) وبين المنقول والمطبوع هناك اختلاف ، أثبتنا بعضه بين المعقوفات .
[2] سورة الحجر : 29 ، سورة ص : 72 .

26

نام کتاب : دفع الشبه عن الرسول ( ص ) نویسنده : الحصني الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست