نام کتاب : دفع الشبه عن الرسول ( ص ) نویسنده : الحصني الدمشقي جلد : 1 صفحه : 201
الدعاء بالإجماع ، وأن الحكاية التي وقعت بين مالك وأبي جعفر المنصور كذب . سبحانك هذا بهتان عظيم ، وهذا من الفجور الذي لا أعلم أحدا فاه به ، ولا رمز إليه ، لا من العلماء ولا من غيرهم . أما قضية مالك مع المنصور فقد ذكرتها في الكلام على التوسل ، فإنها صحيحة بلا نزاع . وأما الدعاء عند القبر فقد ذكره خلق ، ومنهم الإمام مالك ، وقد نص على أنه يقف عند القبر ، ويقف كما يقف الحاج عند البيت للوداع ، ويدعو ، وفيه المبالغة في طول الوقوف والدعاء ، وقد ذكره ابن المواز في الموازية . فأفاد ذلك : أن إتيان قبر النبي صلى الله عليه وسلم والوقوف عنده والدعاء عنده من الأمور المعلومة عند مالك ، وأن عمل الناس على ذلك قبله وفي زمنه ، ولو كان الأمر على خلاف ذلك لأنكره ، فضلا عن أن يفتي به ، أو يقره عليه . وقال مالك في رواية ابن وهب : إذا سلم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودعا يقف ووجهه إلى القبر ، لا إلى القبلة ، ويدعو ويسلم ، ولا يمس القبر بيده . نعم في ( المبسوطة ) : لا أرى أنه يقف عنده ويدعو ، ولكن يسلم ويمضي . وإنما ذكرت كلام ( المبسوطة ) لأن من حق العالم الذي يؤخذ كلامه أن يذكر ما له وما عليه ، لأن ذلك من الدين . وقال أبو عبد الله محمد بن عبد الله السامري في كتاب ( المستوعب ) في باب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( وإذا قدم مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استحب له أن يغتسل لدخوله ، ثم يأتي مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ويقدم رجله اليمنى في الدخول ، ثم يأتي حائط القبر ، فيقف ناحيته ، ويجعل القبر تلقاء وجهه ، والقبلة خلف ظهره ، والمنبر عن يساره ، ثم ذكر كيفية السلام والدعاء وأطال ، ومنه : اللهم إنك قلت في كتابك لنبيك - عليه الصلاة والسلام - : { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك } الآية ، وإني
201
نام کتاب : دفع الشبه عن الرسول ( ص ) نویسنده : الحصني الدمشقي جلد : 1 صفحه : 201