نام کتاب : دفع الشبه عن الرسول ( ص ) نویسنده : الحصني الدمشقي جلد : 1 صفحه : 200
وقد تقدمت قصة بلال رضي الله عنه لما شد رحله لزيارة قبره عليه الصلاة والسلام ، فلما وصل الضريح المكرم جعل يمرغ وجهه عليه ويبكي [1] . وقوله : ( ولا دعاء هناك ) . قضية سياقه أن الإجماع على أنه لا يدعو عند القبر ، وهي دعوى عريضة . ثم أكد ذلك بقوله : ( إنما يفعلونه في المسجد ) . ثم أردف ذلك بقوله : ( وكان السلف من الصحابة والتابعين إذا سلموا عليه ، وأرادوا الدعاء ، دعوا مستقبلي القبلة ، ولم يستقبلوا القبر ) . ثم قال : وأما وقت السلام فقال أبو حنيفة : يستقبل القبلة ولا يستقبل القبر ، وقال أكثر الأئمة : يستقبل القبر عند السلام خاصة ، ولم يقل أحد من الأئمة : إنه لا يستقبل القبلة عند الدعاء إلا في حكاية مكذوبة عن مالك ، ومذهبه بخلافها . ثم أردف هذا بأمور يجسر بها على الأغمار ، يتخيل الواقف عليها من العوام حسم باب الزيارة لقبره عليه الصلاة والسلام . والحاصل من كلامه : أنه لا يدعى عند القبر بالاتفاق ، ولا يستقبل القبر عند
[1] انظر تمريغ سيدنا بلال وجهه على ضريح خير الخلق ، وبلال هو بلال ، تجده صورة طبق الأصل لما يحصل من كثير من الزائرين اليوم والزائرات للصالحين من أهل البيت وغيرهم ، ويقوم ويقعد كثير من المتنطعين لذلك ، ولا يرضون لفاعله غير الشرك بالله ، ليحكموا بذلك على بلال الذي يعد من أجلاء الصحابة ، وهو مؤذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . ليعلم أولئك المتنطعون أن ذلك أثر وجد في النفوس لا يشعرون هم به ، يحمل أهله على التبرك بما يجاور حبيب ربهم ، وهو من باب قول القائل : أمر على الديار ديار ليلى * أقبل ذا الجدار وذا الجدارا وما حب الديار شغفن قلبي * ولكن حب من سكن الديارا هذا قصد أولئك المؤمنين في لمسهم ضريح الصالح من العباد ، لا العبادة كما يتوهم مظلمو القلوب مسيئو الظن بالمؤمنين ، فليعلم . انتهى . مصححه .
200
نام کتاب : دفع الشبه عن الرسول ( ص ) نویسنده : الحصني الدمشقي جلد : 1 صفحه : 200