نام کتاب : دفع الشبه عن الرسول ( ص ) نویسنده : الحصني الدمشقي جلد : 1 صفحه : 202
قد أتيتك مستغفرا ، فأسألك أن توجب لي المغفرة ، كما أوجبتها لمن أتاه في حال حياته اللهم إني أتوجه إليك بنبيك ) وذكر دعاء طويلا ، ثم قال : وإذا أراد الخروج عاد إلى القبر فودع ) . وهذا أبو عبد الله من أئمة الحنابلة ، وساق هذا الكلام سياق المتفق عليه . ومن جملة ما أفاد : أنه يتوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ويتوجه به بعد وفاته كما في حياته ، وأن الآية عامة وشاملة للحياة وبعد الوفاة ، فتنبه لذلك . وكذلك ذكره أبو منصور الكرماني من الحنفية : أنه يدعو ويطيل الدعاء عند القبر المكرم . وقال الإمام أبو زكريا النووي في مناسكه وغيره : فصل في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وذكر كلاما مطولا ، ثم قال : ( فإذا صلى تحية المسجد أتى القبر ، فاستقبله واستدبر القبلة على نحو أربعة أذرع من جدار القبر ، وسلم مقتصدا لا يرفع صوته ) ، وذكر كيفية السلام ، ثم قال : ( ويجتهد في إكثار الدعاء ، ويغتنم هذا الموقف الشريف . . . ) إلى آخره . فهذه نقول الأئمة بتطويل الدعاء عند القبر المكرم ، وقد خاب من افترى وكل أحد تلحقه الخيبة على قدره . وقوله : ( وهذا كله محافظة على التوحيد ، فإن من أصول الشرك بالله اتخاذ القبور مساجد ، كما قال طائفة من السلف في قوله تعالى : { لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد أضلوا كثيرا } . قالوا : كان هؤلاء قوما صالحين في قوم نوح ، فلما ماتوا اعتكفوا على قبورهم ثم صوروا على صورهم تماثيل ، ثم طال عليهم الأمد فعبدوها . وقد ذكر ذلك المعنى البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما ، وذكره ابن جرير الطبري في تفسيره وغيره عن غير واحد من السلف . . . )
202
نام کتاب : دفع الشبه عن الرسول ( ص ) نویسنده : الحصني الدمشقي جلد : 1 صفحه : 202