نام کتاب : دفع الشبه عن الرسول ( ص ) نویسنده : الحصني الدمشقي جلد : 1 صفحه : 157
البالغ فكنت أجئ إلى أبي غير دفعة ، وأقول : أنا جائع ، فأتى والدي إلى الحضرة الشريفة ، وقال : يا رسول الله أنا ضيفك الليلة ، وجلس على المراقبة ، فلما كان بعد ساعة رفع رأسه وكان يبكي ساعة ويضحك ساعة ، فقال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع في يدي دراهم ، وفتح يده فإذا فيها دراهم ، وبارك الله تعالى لنا فيها إلى أن رجعنا ( إلى ) شيراز ، فكنا ننفق منها . وقال السيد الجليل أبو العباس أحمد الصوفي : تهت في البادية ثلاثة أشهر ، وانسلخ جلدي ، فدخلت المدينة الشريفة ، وجئت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فسلمت عليه وعلى صاحبيه ، ثم نمت ، فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النوم ، فقال لي : يا أحمد جئت . قلت : نعم ، وأنا جائع ، وأنا في ضيافتك . فقال لي : افتح كفيك [1] ، ففتحهما فملأهما دراهم ، فانتبهت وهما مملوءتان ، فقمت فاشتريت لي خبزا حواري وفالوذجا وأكلت ، وقمت للوقت ودخلت البادية . ومثل هذا كثير ، وهؤلاء رجال صدق يقطعون البوادي على قدم التوكل ، لا يعتمدون على غيره ، ولا يأنسون بسواه ، وتقع لهم ألطاف وأمور عجيبة . وقد ذكرت جملة من ذلك في كتاب ( تنبيه السالك ) في فصل الكرامات ، فمن أراد أن يقف على الغرائب والعجائب ، فلينظر فيه وفيما وهب لهم من الكرامات على مقدار طبقاتهم . وخرج بعض المشايخ يريد الزيارة في جماعة من الفقراء ، قال : فلما وصلنا إلى شعب النعام أدركنا العطش ، وبيننا وبين المدينة مراحل ، قال : فاستغثت بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وصليت ونمت ، فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : مرحبا بك وبجماعتك ، وضمني إلى صدره وقبلني ، فقبلت يده الكريمة وقدمه ، وقلت له : يا سيدي يا