نام کتاب : دفع الشبه عن الرسول ( ص ) نویسنده : الحصني الدمشقي جلد : 1 صفحه : 132
ومن تأمل القرآن العظيم وجده مشحونا بذلك . وقد ذكرت جملة من ذلك في مولده صلى الله عليه وآله وسلم وأشير هنا إلى نبذة يسيرة من ذلك ، ليتحقق السامع لها خبث هذا الزنديق ، وما انطوى عليه باطنه من الخبث ، بإبداله هذه الأنواع من التعظيم بالازدراء وما فاه به من الفجور والافتراء كما ترى . سل عن فضائله الزمان لتخبرا * فنظير مجدك يا محمد لا يرى ولقد جمعت مناقبا ما استجمعت * ما استعجمت يا سيدي فتفسرا ما بين مجدك والمحاول نيله * إلا كما بين الثريا والثرى ( عصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ) فمن ذلك : أنه سبحانه وتعالى تولى عصمته بنفسه ، فقال تعالى : { والله يعصمك من الناس } . وحقا عصمه - عز وجل - في ظاهره وباطنه ، حفظه في ظاهره من أن ينالوا ما هموا به ، ورد كيدهم في نحورهم ، وحفظه في باطنه من الناس من أن يكون منه إليهم التفات ، أو يكون له بهم اشتغال ، صان سره عن موارد السكون إليهم ، وعن نزغات الشيطان وفلتات النفس . ومنها : قوله تعالى : { لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا } . قيل : معناه لا تدعوه باسمه ، كما يدعو بعضكم بعضا : يا محمد ، يا عبد الله ، ولكن فخموه وعظموه وشرفوه ، وقولوا : يا نبي الله يا رسول الله ، مع لين وتواضع . قاله مجاهد وقتادة . وقيل : معناه احذروا دعاء الرسول عليكم ، فإن دعاءه مستجاب لا يرد ، ليس كدعاء غيره . قاله ابن عباس رضي الله عنهما . وقيل : معناه من ضيع حرمة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقد ضيع حرمة الله - عز وجل -
132
نام کتاب : دفع الشبه عن الرسول ( ص ) نویسنده : الحصني الدمشقي جلد : 1 صفحه : 132