نام کتاب : دفع الشبه عن الرسول ( ص ) نویسنده : الحصني الدمشقي جلد : 1 صفحه : 124
وفي هذا الكتاب رمز إلى أنه من القائلين بتناسخ الأرواح [1] ، وبعض أتباعه الذين هم رسل في التبعية يقع منه [2] ما يدل على ذلك ، والله أعلم ( تجويز ابن تيمية للمكس ! ) ومن الأمور الخبيثة التي وقفت عليها في فتاويه ما فيه : أن بعض المكاسين مثاب في وظيفة المكس ، بل أبلغ من ذلك . وأقبض عنان الكلام فيه لما أخشى مما يترتب على التصريح من أهل المكس وتجرئهم عليه ، وقرر ما قاله بتقرير مقبول في شق ، وأهمل الآخر . فلما وقفت على ذلك قب بدني ، وهجت على الكلام في ذلك . وكان شخص من الحنابلة يدعى بعلاء الدين بن اللحام البعلبكي ، وكان عندهم عظيما وصنف في مذهب الإمام ، فأتيته وهو في حلقة في الجامع الأموي وهم يقرؤون عليه في بعض مصنفاته ، فسألته عن شئ يتعلق بمسألة تقرأ عليه في كتابه فما أجاب ، ثم أخرى فما أجاب ثم قلت : ما هذه المسألة التي ذكرها الشيخ
[1] القول بتناسخ الأرواح كفر ، لأنه عبارة عن اعتقاد أن أرواح من يموتون تتصل بغيرهم ، فقد يكون روح الخواجة الذي مات اليوم ، روح أكبر عالم مرشد زاهد ورع بعد ذلك والعكس ، وقد يتصل روح الخنزير الذي مات بمحمد الذي ولد بعد ذلك ويعكس ، وقد يتصل بعد ذلك بكلب ، ثم يتصل بحمار ، ثم يتصل بنبي ، وهكذا إلى غير نهاية . وهذا يقتضي أن لا بعث وأن لا جزاء ، فإن الروح لا يقف عند حد معلوم يجازى عليه ، بل قد يكون بحال يقتضي العذاب ، ويصبح بحال يقتضي النعيم ، ثم بحال لا يقتضي عذابا ولا نعيما وهكذا ، وهذا غير ما تنطق به الشرائع الإلهية كلها ، فهو مصادم للأنبياء ولما جاء به الأنبياء ، وكيف لا يكون ما هذا حاله كافرا ؟ ! وهذا المذهب لا دليل عليه من العقل ، مع كونه مخالفا مع الشرع كما ذكرنا ، وذلك أن الأرواح ليست من عالم المحسوسات حتى نراها ونحكم عليها ، وهي لم تخبرنا عن نفسها بشئ ، فالجهالة بها مطلقة . انتهى مصححه . [2] أي من ذلك البعض . انتهى . مصححه .
124
نام کتاب : دفع الشبه عن الرسول ( ص ) نویسنده : الحصني الدمشقي جلد : 1 صفحه : 124