responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دفع الشبه عن الرسول ( ص ) نویسنده : الحصني الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 108


قال حجة الإسلام الغواص الغزالي : ( وهذا في حق الباري - سبحانه وتعالى - يقارب ترك الأدب ، كما أنه ليس من الأدب أن يقال لملك : ليس بحائك ولا بحجام ، لأن نفي الوجود يكاد يوهم إمكان الوجود ، وفي ذلك الإيهام نقص .
بل القدوس : المنزه عن كل وصف يدركه حس ، أو يتصوره وهم ، أو يسبق إليه فكر ، أو يهجس به سر ، أو يختلج به ضمير ، أو يسنح له خفي خيال ) .
وقد أجاد رضي الله عنه .
( فائدة جليلة للمنزه والمشبه ) وههنا فائدة جليلة للمنزه والمشبه : وهي أنه ينبغي للعبد أن يجعل له حظا وافرا من تكرير هذا الاسم والإمعان في معناه ، فإن كان منزها عطف ذلك عليه ، وقدس نفسه وقلبه وبدنه :
أما نفسه فيطهرها من الأوهام المذمومة ، كالغضب والحقد والحسد والغش وسوء الظن والكبر وحب الشرف والعلو وحب الدنيا ولوازمها وغير ذلك ، ويبدلها بالأوصاف المحمودة ، فيطهرها أيضا عن العاهات والشهوات ، وما تدعو إليه من المستحسنات والمألوفات ، إذ هي أزمة الشيطان يقود بها إلى ارتكاب الموبقات .
وأما القلب فيطهره بالعقد الصحيح المطابق الجازم ، وبالمبادرة إلى امتثال الأوامر واجتناب النواهي والأهواء ، وتحقيق الإخلاص نية وقولا وعملا ، وبالرضا بما جرى ، فلا يأسف على فائت ولا يفرح بآت ، وذلك يرجع إلى ذوق حلاوة الإيمان القلبي لا العملي ، وعلامته تقديس القلب عن ملاحظة الأكوان ، ولا يرى الأغيار إلا على العدم الأصلي ، فلا يتحرك في ظاهره ولا باطنه حتى في أنفاسه إلا بالله عز وجل .

108

نام کتاب : دفع الشبه عن الرسول ( ص ) نویسنده : الحصني الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست