لينتهي ؟ ؟ بنو وليعة [1] لأبعثن إليهم رجلا كنفسي يعني عليا ( عليه السلام ) [2] فهذه خصوصية لا يتقدمها أحد ، فضل لا يختلف فيه بشر ، وشرف لا يسبقه إليه خلق ، إذ جعل نفس علي كنفسه ، فهذه الثالثة : وأما الرابعة : فاخراجه الناس من مسجده ما خلا العترة ، حين تكلم الناس في ذلك ، وتكلم العباس فقال : يا رسول الله تركت عليا ، وأخرجتنا ، فقال رسول الله ( ص ) : ما أنا تركته وأخرجتكم ، ولكن الله تركه ، وأخرجكم وفي هذا بيان قوله لعلي ( عليه السلام ) : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " . وقال العلماء : " فأين هذا من القرآن ؟ " . فأجابهم الامام : ان ذلك موجود في القرآن الكريم ، فقالوا له : هات فتلا عليهم قول الله تعالى : ( وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة ) [3] ففي هذه الآية منزلة هارون من موسى ، وفيها أيضا منزلة علي ( عليه السلام ) من رسول الله ( ص ) ومع هذا دليل ظاهر في قول رسول الله ( ص ) : " إن هذا المسجد لا يحل لجنب ولا لحائض إلا لمحمد وآل محمد " . وأنكرت العلماء معرفة ذلك ، وقالوا للامام : " هذا الشرح ، وهذا البيان لا يوجد ، أعندكم معشر أهل بيت رسول الله ( ص ) ؟ " . فأجابهم الامام : " ومن ينكر لنا ذلك ؟ ورسول الله ( ص ) يقول : " أنت مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد مدينة العلم فليأتها من بابها " ففيما أوضحنا وشرحنا من الفضل والشرف والتقدمة والاصطفاء والطهارة ما لا ينكره إلا معاند ، ولله عز وجل الحمد على ذلك ، فهذه الرابعة .
[1] بنو وليعة : حي من كنده . [2] في العيون : عنى بأنفسنا عليا وعنى بالأبناء الحسن والحسين وعنى بالنساء فاطمة ( عليهم السلام ) ، وقد اتفق جمهور المفسرين على ذلك . [3] سورة يونس / آية 87 .