أما بعد فلا يرعين مرع إلا على نفسه شغل من الجنة والنار أمامه ساع مجتهد وطالب يرجو ومقصر في النار [ ثلاثة واثنان ] ملك طار بجناحيه ونبي أخذ الله بيده لا سادس . هلك من ادعى وردي من اقتحم إن اليمين [ والشمال ] مضلة والوسطى [ هي ] الجادة [ منهج ] عليه الكتاب والسنة وآثار النبوة [1] . إن الله داوى هذه الأمة بدواءين : السوط والسيف لا هوادة عند الامام فيهما فاستتروا ببيوتكم ، وأصلحوا فيها نياتكم فإن الموت من ورائكم [2] [ و ] من أبدى صفحته للحق هلك . وقد كانت أمور لم تكونوا [ عندي ] فيها محمودين أما إني لو [ أشاء ] أن أقول لقلت [ عفا الله ] عما سلف [3] . سبق الرجلان وقام الثالث كالغراب همته بطنه ! ! ! ويله لو قص جناحاه وقطع رأسه لكان خيرا له . انظروا فإن أنكرتم فأنكروا وإن عرفتم فآزروا [4] . حق وباطل ولكل أهل ولئن أمر الباطل لقديما فعل [5] ولئن قل الحق لربما ولعل [6] [ وقلما ] أدبر شئ فأقبل ! ولئن رجعت إليكم أموركم إنكم لسعداء وإني لأخشى أن تكونوا في فترة وما علينا إلا الاجتهاد .
[1] هذا هو الظاهر ، الموافق لرواية الجاحظ ، وفي أصلي هذا : " عليكم باقي الكتاب والسنة . . . " . ولعل مراده عليه السلام من قوله : ( اليمين والشمال مضلة ) هو الافراط والتفريط . [2] كذا هاهنا ، والظاهر أن كلمة : " فيها " هاهنا زائدة ، وفي كثير من مصادر الكلام : " فاستتروا ببيوتكم وأصلحوا ذات بينكم " . وليلاحظ ما تقدم في الورق : / 53 / أ / . [3] هذا توبيخ للذين تقاعدوا عنه وبايعوا غيره قبل مهلك عثمان . [4] هذا هو الظاهر المذكور في كتاب البيان والتبيين ، وقوله عليه السلام : " فآزروا " أمر من المؤازرة بمعنى المعاونة . وفي أصلي هاهنا : وإن عرفتم فاعرفوا . [5] أمر : كثر ، كما جاء التعبير عنه في رواية الجاحظ . [6] المراد من الحق والباطل هاهنا أهلهما أي لئن كثر المبطلون فهذا غير عجيب وقد كان من زمن مديد وعهد بعيد ، ولئن قل المحقون لربما يغلبوا على المبطلين فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله تعالى .