responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر المطالب في مناقب الإمام علي ( ع ) نویسنده : محمد بن أحمد الدمشقي الباعوني الشافعي    جلد : 1  صفحه : 337


فهل سمعتم بمثل هذا الثواب والعقاب ؟ ما للناس من هول نام طالبه وأدركه هاربه أو سها عن ذكره ؟ أو تشاغل عنه بغيره ؟ تشاغل أهل الدنيا بدنياهم وتشاغل أهل الآخرة بأخراهم .
فأما أهل الدنيا فأتعبوا أبدانهم ودنسوا أعراضهم وخرجوا [ عن ] ديارهم في طاعة مخلوق مثلهم ، تعبدوا له وطلبوا ما في يده وأذعنوا له ووطؤا عقبه ، فصار أحدهم يرجو عبدا مثله ، لا يرجو الله وحده .
وأما صاحب الطاعة [1] فاتبع أثر نبيه صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وسلك مناهجه وكان له فيه أسوة حسنة ، استن بسنته حين حقر الدنيا وصغرها ، فقد كان يركب الحمار ويردف خلفه ، وأكل على الأرض ويجلس جلسة العبد ويجيب المملوك ، ويخصف نعله ، ويرقع ثوبه ، ويكره الستر على بابه فيه التصاوير ، ويقول : يا عائشة أخرجيه عني ! ! ! فمن استن بسنته واقتص أثره [2] وإلا فلا يأمنن هلكته .
الحمد لله الذي أكرمنا بمحمد صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أرسله رحمة وحجة ؟
فجلت ووصلت إلينا نعمه بنعمة أسبغها علينا ، فبلغ رسالات ربه وناصح لامته منذرا وداعيا ، فما أعظم النعمة علينا بمحمد صلى الله عليه [ وآله ] وسلم / 57 / وبه هدانا الله من الضلالة ، واستنقذنا به من جمر [ ا ] ت النار [3] وبصرنا به من العمى وعلمنا به بعد الجهالة وأعزنا به في خلتنا [4] وكثرنا به في قلتنا [5] ورفع به خسيسنا ونحن بعد نرجو شفاعته ، والله أوجب حقه علينا فرنا بالصلاة ، فصلوا عليه ، صلى الله عليه [ وآله ] وسلم .
فلما فرغ من الصلوات قام إليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين قد عظمت الله فلم تأل في تعظيمه ، وحمدته فلم تأل في تحميده ، وحثثت الأمة وزهدت ورغبت [6] . فقال علي [ عليه السلام ] : نحن أصحاب رايات بدر ، لا ينصرنا إلا مؤمن ولا



[1] المراد من صاحب الطاعة - هنا - هو شخص أمير المؤمنين عليه السلام .
[2] جواب الشرط محذوف أي فهو ناج . والاقصاص : الاتباع .
[3] رسم الخط في أصلي في هذه الجمل غير واضح ، هكذا : " واستعذنا به من حر النار . . . "
[4] أي في حال فقرنا وحاجتنا . والخلة - بفتح الخاء على زنة سلة - : الفقر والفاقة ، والجمع خلل وخلال كجبل وجبال .
[5] هذا هو الظاهر ، وفي أصلي : " وكبرنا " بالموحدة التحتانية .
[6] هذا هو الظاهر وفي أصلي : ومحسنا لامة . . . " .

337

نام کتاب : جواهر المطالب في مناقب الإمام علي ( ع ) نویسنده : محمد بن أحمد الدمشقي الباعوني الشافعي    جلد : 1  صفحه : 337
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست