طوبى لنفس أدت إلى ربها فرضها وعركت بجنبها بؤسها وهجرت في ليلها غمضها حتى إذا غلب الكرى عليها افترشت أرضها وتوسدت كفها في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم وتجافت عن مضاجعهم جنوبهم [1] وهمهمت بذكر ربهم شفاههم وتقشعت بطول استغفار ربهم ذنوبهم [ أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون . فاتق الله يا بن حنيف ولتكفك أقراصك ليكون من النار خلاصك ] [2] . وقال كرم الله وجهه من خطبة خطبها [3] : الحمد لله أحمده وأستعينه وأؤمن به وأتوكل عليه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليزيح به علتكم ويوقظ [ به ] غفلتكم . واعلموا [ عباد الله ] أنكم ميتون ومبعوثون من بعد الموت وموقوفون على أعمالكم ومجزيون بها فلا تغرنكم الحياة الدنيا فإنها دار بالبلاء محفوفة وبالفناء معروفة وبالغدر
[1] عركت - على زنة نصرت وبابه - : احتملت . والبؤس : الضر . والغمض : النوم . والكرى : النعاس . وافترشت أرضها : جعلته فراشا له . وتوسدت كفها : جعلت كفه وسادة له . وتجافت : تباعدت . والمضاجع : جمع مضجع : موضع النوم . وتقشعت : انجلت . [2] وبعده للكلام بقية مختصرة يجدها الطالب في المختار : ( 45 ) من باب الكتب والرسائل من نهج البلاغة ، وفي المختار ( 13 ) من باب الكتب من نهج السعادة : ج 4 ص 41 ط 1 . والكلام رواه مرسلا العصمي - من أعلام القرن الرابع - في عنوان : " وأما علم المكاتبة " من الفصل الخامس من كتاب زين الفتى ص 224 . وجميع ما وضعناه بين المعقوفات أخذناه من نهج البلاغة . [3] وللخطبة مصادر كثيرة وأسانيد ، ورواها ابن أبي الدنيا مسندة في الحديث : ( 182 ) من كتاب دم الدنيا . ورواها بسنده عنه الخوارزمي في الحديث : ( 13 ) من الباب ( 24 ) من كتابه مناقب علي عليه السلام ص 267 ط الغري . ورواها أيضا مسندة - ولكن بدون صدرها - الحافظ ابن عساكر في الحديث : ( 1290 ) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق : ج 3 ص 269 ط 2 . ورواه أيضا مسندة - ولكم بدون صدرها - سبط ابن الجوزي في الباب السادس من كتاب تذكر الخواص ، ص 131 . ورواها أيضا بدون صدرها السيد الرضي الله عنه في المختار : ( 223 ) من نهج البلاغة . وللخطبة مصادر أخر ، يجد الطالب بعضها في ذيل المختار 49 من القسم الثاني من باب الخطب من نهج السعادة : ج 3 ص 179 ، ط 1 .