موصوفة وكل ما فيها إلى زوال وقي بين أهلها دول وسجال بينما أهلها في رخاء وسرور إذا هم منها في بلاء وغرور [ وإنما ] أهلها فيها أغراض مستهدفة ترميهم بسهامها وتقضمهم بحمامها [1] . فاعلموا عباد الله أنكم وما أنتم فيه من زهرة الدنيا على سبيل من قد مضى ممن كان أو طول منكم أعمارا / 50 / ب / [ وأعمر ديارا وأبعد آثارا ] ، فأصبحت [ أصواتهم هامدة ورياحهم راكدة و ] أجسادهم بالية وديارهم خالية وآثارهم عافية فاستبدلوا بالقصور المشيدة والنمارق الممهدة الصخور والأحجار [ المسندة ] في القبور [ اللاطئة الملحدة التي قد بني للخراب فناؤها وشيد بالتراب بناؤها ] فمحلها مقترب وساكنها مغترب [ بين أهل محمله موحشين وأهل فراغ متشاغلين ] لا يستأنسون بالعمران ولا يتواصلون تواصل الجيران والإخوان على ما بينهم من قرب الجور ودنو الديار [2] [ وكيف يكون بينهم تواصل وقد طحنهم بكلكله البلى وأكلتهم الجنادل والثرى ] فأصبحوا بعد الحياة أمواتا بعد غضارة العيش رفاتا فجع بهم الأحباب وسكنوا التراب وظعنوا فليس لهم إياب هيهات هيهات ( كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ) [3] ! ! ! وكأن قد صرتم إلى ما صاروا إليه وارتهنتم في ذلك المضجع وضمكم ذلك المستودع فكيف بكم إذا بعثرت القبور وحصل ما في الصدور [4] هنالك تجزى كل نفس بما كسبت [5] ( ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون : يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا ) [6] .
[1] ومثله في تاريخ دمشق ، وفي نهج البلاغة : ( وتفنيهم بحمامها . . . ) وتقضمهم : تكسرهم بأطراف أسنانها . وتأكلهم . والحمام - بكسر الحاء - : الموت . [2] كذا في أصلي ، وفي غيره من بقية المصادر : " دنو الدار " . [3] ما بين النجمتين مقتبس من الآية : ( 100 ) من سور المؤمنون : 23 . [4] إشارة إل قوله تعالى ي الآية : ، الرابعة من سورة الانفطار : 82 ( وإذا القبور بعثرت علمت نفس ما قدمت وأخرت ) . وإلى قوله تعالى في الآية : ( 9 ) من سورة العاديات : ( 100 ) ( أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور ، وحصل ما في الصدور ) . [5] هذه الجملة قد جاءت في غير واحد من الآي الذكر الحكيم . [6] ما بين النجمتين هو الآية : ( 49 ) من سورة الكهف : 18 .