لذلك ، فشتمه أبوه المتوكل وأنشد مواجهاً له . . . الخ . ) وفي مآثر الإنافة للقلقشندي : 1 / 228 : ( العاشر من خلفاء بني العباس . . . وحظي في زمانه أهل الأدب إلا أنه كان شديد البغض لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ولأهل بيته ، على خلاف ما كان عليه المأمون . . . ) وذكر القصة وغيرها . أقول : مع أن المتوكل صاحب الخطة مات ، إلا أن خطته وحزبه بقيا بلاءً على الأمة ، وامتحاناً للمسلمين عامة وللشيعة خاصة ! وعُرفوا باسم مجسمة الحنابلة . ومع أن الخلفاء العباسين بعد المتوكل لم يتبنَّوهم رسمياً ، لكنهم كانوا يستفيدون منهم كحزب عنيف في بغداد ، فيدفعونهم للحد من نفوذ الشيعة ، الذين كان لهم جمهورهم وثقلهم في بغداد والأقطار الإسلامية . كانت حكومة بغداد تدفع مجسمة الحنابلة لضرب الشيعة وتساندهم ، فإذا زاد طغيان المجسمة بتقديرهم خلوا بينهم وبين الشيعة ، وربما ساعدوا الشيعة عليهم ! لذلك لم يعدم الطرفان أنصاراً في وزراء الخليفة ، بل في أمراء جيشه وقادته الأتراك ، الذين كانت لهم كلمة الفصل العسكري في قضايا الدولة . * * ثم جاءت ثورة البويهيين في مطلع القرن الرابع فكانت متنفساً للشيعة ، حيث توقف نزفهم المتواصل تقريباً من زمن المتوكل ، وضمَّدوا أكثر جراحهم . فقد احتل البويهيون ، أو آل بُويَهْ ، وهم فرْس من شمال إيران ، احتلوا إيران وأطراف العراق ، ثم احتلوا بغداد ، وفرضوا أنفسهم على الخليفة بدل الأتراك ، وأجبروه أن يَرْسِم كبيرهم سلطاناً باسم وزير ، ويأمر الخطباء بالدعاء له بعد الخليفة ، فورثوا الأتراك في التسلط على مقدرات الدولة وكانوا هم الذين ينصبون الخليفة ، ويجرون له مرتباً شهرياً ، وقد يعزلونه بإهانة ! وفي عهدهم الذي استمر أكثر من قرن ( 334 - 447 هجرية ) ، ضعف مجسمة