2 - ظلامة الإسلام في السقيفة ونقصد بها الظلامة الفكرية للإسلام ! لأن الإسلام علمٌ بكل معنى الكلمة ، بل هو علم العلوم ، لأن وظيفته أن يدير حياة الإنسان بكل علومه ، ويوجهها إلى هدفها المعنوي والمادي الأسمى . لذلك يتوقف تحقيق أهدافه في مجتمعه والعالم على شخص متخصص فيه يطبقه بعلم ، ولا يكفي أن يقول شخص إني سمعت النبي ( صلى الله عليه آله ) يبلغ كتاب ربه ووحيه ، فأنا أستطيع أن أحكم بالإسلام وأطبقه ! بل يحتاج الخليفة أو الإمام إلى إعداد وإلهام إلهي ، ولذلك أعدَّ الله عترة نبيه ( صلى الله عليه آله ) لهداية الأمة بهذا العلم وأورثهم علم الكتاب الذي هو تبيان كل شئ فقال : ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا . ( فاطر : 32 ) . ثم أمر الصحابة والأجيال بطاعتهم لعصمتهم فقال : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمر مِنْكُمْ . ( النساء : 59 ) . فالذين يأمر الله الأمة بطاعتهم أناسٌ خاصون ، ومن المحال أن يأمر بطاعة كل من تغلب على الأمة وصار صاحب أمر ! وقد أجمع المسلمون على تميُّز علي ( عليه السلام ) في علمه ، ورووا أن الله تعالى كما أقْرَأَ الله رسوله فلا ينسى : سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى ( الأعلى : 6 ) ، فقد أمره أن يعدَّ علياً ( عليه السلام ) ويعلمه فلا ينسى ! قال السيوطي في الدر المنثور : 6 / 260 : ( وأخرج سعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن مكحول قال : لما نزلت : وتعيها أذن واعية ، قال رسول الله ( ص ) : سألت ربي أن يجعلها أذن عليّ . قال مكحول : فكان عليٌّ يقول : ما سمعت من رسول الله شيئاً فنسيته ! وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والواحدي ، وابن مردويه ، وابن عساكر ، وابن النجاري ، عن بريدة قال : قال رسول الله ( ص ) لعلي : إن الله أمرني أن أدنيك