responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 66


بالكامل ! ثم لم يختلف هذا الهدف عند بني مروان إلا بقدر ما سمحت لهم به الظروف ، أو لم تسمح !
ثم اعتبرت أن موجة الظلم العباسي بدأت بالمنصور الدوانيقي ، لأن أخاه السفاح كان متسامحاً يحمل قدراً من الروح الهاشمية ، بينما كان المنصور سفاحاً مسرفاً في سفك الدماء ! وقد ساءه أن يرى المرجعية الفكرية للأمة متمركزة في الأئمة من ذرية الحسين ( عليه السلام ) فقرر تأسيس مذهب في مقابلهم وأمر مالك بن أنس أن يكتب له كتاباً موطأً ليلزم به المسلمين ، وحصر الفتوى بمالك ، ومنع أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) وفقهاء المدينة أن يفتوا ما دام مالك موجوداً ، حتى صار قراره مثلاً : ( لا يفتين أحد ومالك في المدينة ) ، وقام باضطهاد الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) وقتله ، وقتل الكثير من شيعته ، وأمر المحدثين والفقهاء والولاة أن لا يرووا شيئاً في فضائل علي ( عليه السلام ) ، ولا شيئاً يطعن بأبي بكر وعمر ، وأن يفضلوهما على علي ( عليه السلام ) ! ثم ابتدع مدح أبي بكر وعمر في خطبة الجمعة وقال : ( والله لأرغمن أنفي وأنوفهم ، وأرفع عليهم بني تيم وعدي ) . ( منهاج الكرامة ص 69 ) .
وكان السبب في عمل المنصور هذا أن شركاءهم الحسنيين اتهموهم بسرقة الثورة وثاروا ضدهم وسيطروا على الحجاز واليمن والبصرة ، وكاد جيشهم أن يطيح بالمنصور في الكوفة ، فانتصر عليهم ونكَّل بهم وقتَّلهم وشردهم ! ثم اتخذ قراراته غيظاً من أبناء علي ( عليه السلام ) كلهم ، بتغيير الخط الفكري لثورة العباسيين ، وإعادة الاعتبار للخلفاء القرشيين ، بعد أن قامت الثورة الهاشمية على البراءة منهم ، ورفعت في مقابل الأمويين شعار : يا لثارات الحسين ( عليه السلام ) ، وفي مقابل قريش : الدعوة إلى الرضا من آل محمد . وقد استمرت خطة المنصور في أولاده خلفاء بني العباس ، لكن هارون الرشيد اتخذ إجراءات عملية واسعة في اضطهاد

66

نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست