وسهيل بن عمرو ، فقد كانت نتيجة سقيفتهم أن نقلوا قيادة أمة النبي ( صلى الله عليه آله ) ودولته من عترته إلى بني أمية ، الذين قادوا الحروب ضده حتى عجزوا ! وكان ( عليه السلام ) يرى أن عثمان أمويٌّ إلى العظم قبل أن يكون صحابياً وخليفة للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وليس عنده فهمُ بني عبد شمس ولا دهاؤهم ، فهو ينقاد لمروان إلى حتفه كما ينقاد الجمل من خزامته ! ومروان شيطان ملعون على لسان رسول الله ( صلى الله عليه آله ) ! قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في وصف عثمان وخلافته : ( إلى أن قام ثالث القوم نافجاً حضنيه ، بين نثيله ومعتلفه ، وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع ! إلى أن انتكث فتله ، وأجهز عليه عمله ، وكبت به بطنته ) ! ( نهج البلاغة : 1 / 31 ) . 4 - كان ( عليه السلام ) يرى في نقمة الصحابة والأمة على عثمان ، ومحاصرته وقتله ، ومجيئهم إليه مطالبين أن يقبل بيعتهم بالخلافة ، أنها الفرج الذي وعده به النبي ( صلى الله عليه آله ) ، وأنه جاء الوقت لكي يقدم إلى الأمة مشروع التصحيح وإدانة الانحراف الأموي والقرشي ، وإعادة العهد النبوي ، وتركيز خط أهل البيت ( عليهم السلام ) . فكان يقول : ( أخبرني رسول الله ( صلى الله عليه آله ) بما الأمة صانعة بي بعده ، فلم أكُ بما صنعوا حين عاينته بأعلم مني ولا أشد يقيناً مني به قبل ذلك ، بل أنا بقول رسول الله ( صلى الله عليه آله ) أشدُّ يقيناً مني بما عاينت وشهدت ) ! ( كتاب سليم بن قيس ص 213 ) . والسبب في ذلك أن الكشف عن الواقع بما فيه المستقبل الذي يخبر به النبي ( صلى الله عليه آله ) إنما هو وحيٌ من رب العالمين عز وجل ، فلا يرد فيه أدنى احتمال خلاف ، فهو أعلى درجةً وأرقى في الكشف عن الواقع عن طريق المعاينة ، مهما كان مستجمعاً لشروط الجزم واليقين ! 5 - يرى عليٌّ ( عليه السلام ) وهو التلميذ الأول للنبي ( صلى الله عليه آله ) والإسلام أن ( ميكافيلية ) معاوية والمكر والدهاء والعنف ، مهما كانت وسائل نافعة ومفضلة عند أصحاب