responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 481


المشاريع الدنيوية ، ومهما حققت من أهداف قريبة ، فهي لا تصلح وسائل عمل لمن يتقي الله تعالى ويريد الفوز برضوانه ، ولا لمن يريد إرساء مبادئ رسالة إلهية في الأمة والعالم ، ويعلم أجيالها على تطبيقاتها النظيفة .
وبما أن قضيته ( عليه السلام ) هي الغلبة الرسالية على خصومه وليست الدنيوية ، وغلبة العقائد والقيم الإسلامية على مفاهيمهم المادية الجاهلية ، فلا يصح أن يستعمل معهم وسائلهم التي يحاربها ، ويدعو الأمة للابتعاد عنها !
كان يرى ( عليه السلام ) أنه وإن غلبه خصومه آنياً وانتصرت وصوليتهم القرشية على الإنسانية والنزاهة الإسلامية الهاشمية ، فهو في الحقيقة المنتصر ، لأنه بسلوكه وسياسته يُتِمُّ الحجة على الأمة ، ليحيى من حيَّ عن بينه ، ويعرف العالم وأجياله رسالة الإسلام وقيمه ، حتى يأتي أمر الله تعالى ! قال ( عليه السلام ) في خطبة له : ( إن الوفاء توأم الصدق ، ولا أعلم جنة أوقى منه ، ولا يغدر من علم كيف المرجع . ولقد أصبحنا في زمان قد اتخذ أكثر أهله الغدر كيْساً ، ونسبهم أهل الجهل فيه إلى حسن الحيلة ! ما لهم قاتلهم الله ! قد يرى الحُوَّل القُلَّبُ وجه الحيلة ودونه مانع من أمر الله ونهيه ، فيدعها رأي عين بعد القدرة عليها وينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين ) . ( نهج البلاغة : 1 / 92 ) .
وقال ( عليه السلام ) : ( والله ما معاوية بأدهى مني ولكنه يغدر ويفجر ! ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس ، ولكن كل غدرة فجرة ، وكل فجرة كفرة ، ولكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة ! والله ما أستغفل بالمكيدة ، ولا أستغمز بالشديدة ) . ( نهج البلاغة : 1 / 180 ) .
وزيادة على هذا ، فإن علياً وأهل بيت النبي ( صلى الله عليه آله ) يرون أن الذي يستعمل أساليب غير مشروعة ، لا عقل له ، مهما كان داهية في الوصول إلى هدفه ! فقد سأل رجلٌ الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ما العقل ؟ قال : ما عُبد به الرحمن واكتسب به الجنان . قال قلت : فالذي كان في معاوية ؟ فقال : تلك النكراء ، تلك الشيطنة !

481

نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 481
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست