ولو قلت له : لو كانت أغلبية الأمة مهتدية لما صح هذه الإطلاق والتعميم في كلام النبي ( صلى الله عليه آله ) ، ولكان اللازم أن يقول مثلاً : لتتبعن فئة من أمتي ، أو مارقة من أمتي سنن من كان قبلها ؟ ! إنه لا جواب عندهم على هذا التعميم المبين المتواتر في كلام النبي ( صلى الله عليه آله ) ، إلا أن يطعن أحدٌ في صدق النبي ( صلى الله عليه آله ) والعياذ بالله ! سادساً ، من أين يبدأ هذا الانحراف الخطير في الأمة ؟ والجواب : أن النبي ( صلى الله عليه آله ) حدد مصدر الانحراف وأساس الفتنة بأنه حكام قريش وأئمتهم المضلون وأغيلمة قريش ! ففي مجمع الزوائد : 5 / 239 : ( وعن ثوبان قال رسول الله ( ص ) : إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين . رواه أحمد ورجاله ثقات . . . وعن سداد بن أوس قال قال رسول الله ( ص ) : إني لا أخاف على أمتي إلا الأئمة المضلين . . . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . . . قال قال عمر لكعب : إني سائلك عن أمر فلا تكتمني . قال : والله ما أكتمك شيئاً أعلمه ، قال : ما أخوف ما تخاف على أمة محمد ( ص ) ؟ قال : أئمة مضلين ، قال عمر : صدقت قد أسرَّ إليَّ وأعلمنيه رسول الله ( ص ) . رواه أحمد ورجاله ثقات ) . وروى أحمد : 5 / 145 ، عن أبي ذر قال : كنت أمشي مع رسول الله ( ص ) فقال : لغير الدجال أخوفني على أمتي . قالها ثلاثاً ! قال قلت يا رسول الله ، ما هذا الذي غير الدجال أخوفك على أمتك قال : أئمة مضلون ) ! ( ورواه أبو يعلى : 1 / 359 ح 466 ، والفردوس : 3 / 131 ح 4163 عن علي ) . وفي سنن الترمذي : 3 / 342 : ( عن ثوبان قال قال رسول الله ( ص ) : إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين . لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله . هذا حديث صحيح ) . وقال في شرحه في تحفة الأحوذي : 6 / 401 :