responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 47


أولاً ، أن معناها أن النبي ( صلى الله عليه آله ) نعى الأمة إلى نفسها ، وأنها ستنحرف بعده ، وهي حقيقة مرة وخطيرة لكنها قطعية !
ثانياً ، أن مقصوده ( صلى الله عليه آله ) انحراف غالبية الأمة ، وليس فئة صغيرة منها ، وإلا لقال : ليتبعن فئة من أمتي ، أو مارقة من أمتي سنن من كان قبلهم . ولم يصح أن يوجه خطابه إلى جميع الأمة فيقول ( صلى الله عليه آله ) : لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً شبراً . . . والذي نفسي بيده لتتبعنَّ سننَ الذين من قبلكم . . ولتركبن سنن من كان قبلكم . . .
ثالثاً ، أن الانحراف الموعود يشمل العقائد والشرائع والسياسة ، كما حدث في بني إسرائيل ، الذين شمل انحرافهم أصول عقيدتهم بالله تعالى ، وطعنهم بأنبيائهم ومخالفتهم لأوصيائهم ( عليهم السلام ) واتباعهم لغيرهم ! وقد نصَّت بعض صيغ الأحاديث على الشمول ، كقوله ( صلى الله عليه آله ) : لتنقض عرى الإسلام عروة عروة ، كلما نقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها ، فأولهن نقضاً الحكم ، وآخرهن الصلاة . وسواء أراد بالحكم الخلافة ، أو القضاء ، فهو يدل على انحراف السلطة الحاكمة .
رابعاً ، هذه الأحاديث النبوية تفسر آية الانقلاب على الأعقاب : ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَو قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شيئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ ) ( آل عمران : 144 ) ، وأن الشرطية والاستفهام فيها إنذارٌ واستنكار وإخبار ! وليس قضية فرضية لن تحدث !
خامساً ، أين هو هذا الانحراف في الأمة ، إن لم يكن ما تقوله الشيعة ؟ فلو سألت بعضهم : هل تحقق ما أخبر به النبي ( صلى الله عليه آله ) واتبعت الأمة سنن اليهود والنصارى ؟ ! لحاول أن ينفي ذلك ويثبت لك أن الأمة بعد نبيها ( صلى الله عليه آله ) مشت على طريق الهدى ، واتبعت خير أصحابه أبا بكر وعمر ، وأن الذين ارتدوا قبائل قليلة تم إخضاعهم ، وأن الذين انحرفوا هم فئة قليلة من أهل الأهواء والبدع ، وهم الرافضة الذين رفضوا خلافة أبي بكر وعمر ، وزعموا أن النبي ( صلى الله عليه آله ) أوصى لعلي والعترة ( عليهم السلام ) !

47

نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست