responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 478


علياً بعد صفين بغير جيش ولا عناء ) ! ( أنساب الأشراف ص 383 ) وكانت مراسلاته وأمواله تصل إلى عملائه المنافقين في الكوفة وغيرها ، خاصة رئيسهم الأشعث ، لأغراض تحريك الخوارج على علي ( عليه السلام ) ، وتقوية المعترضين عليه علناً في المسجد ، والذين يبثون الدعاية ضده في الناس !
وكانت أهم دعاية معاوية ضده أنه شريك في دم عثمان ، وأنه عدو لأبي بكر وعمر ، وأنه يكذب على النبي ( صلى الله عليه آله ) ! ويخبر عن المستقبل كأنه يعلم الغيب !
وهذا التصور لمعاوية عن نفسه ونجاحه السياسي ، يشاركه فيه الكتَّاب الغربيون والأمويون ، ومن تأثر بهم من المسلمين .
وهو تصور صحيح بناء على الرؤية المادية التي تسقط من حسابها الآخرة ، وتسقط كل القيم الإسلامية والإنسانية !
* * أما أهل النظرة الأعمق الذين ينظرون إلى الأمور بميزان الدين والعقل ، والقيم الإنسانية ، فيرون أن معاوية هو الخاسر ، وعلياً ( عليه السلام ) هو الرابح .
فمعاوية بميزان الدين والإنسانية : شخص وصولي ( ميكافيلي ) طالب حكم ، وإمام فئة شهد في حقها رسول الله ( صلى الله عليه آله ) بأنها فئة باغية داعية إلى النار ، فهو باغٍ خارجٌ على إمام عصره ، سفاكٌ لدماء ألوف مؤلفة من خيار الصحابة والتابعين ، منتهكٌ لحرمات الإسلام ، آكلٌ للمال الحرام !
ولئن استطاع أن يتغلب بالقتل والغدر والمكر ويحكم المسلمين عشرين سنة ، فقد ذهب إلى ربه يحمل أوزاراً كافية لتخليده في عذاب جهنم ، وبقيت أعماله وأساليبه مضرب مَثَل في مخالفة قيم الدين والإنسانية ، من أجل هدف دنيوي !
فكل من قرأ معاوية يوافق على شهادة هؤلاء النسوة البدويات اللواتي صحن

478

نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 478
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست