ويخلع علياً ( عليه السلام ) من الخلافة لعدم صلاحيته لها كما يخلع خاتمه من يده ! وجاء بعده الحكم الذي يمثل طرف معاوية ، وهو ابن العاص ليثبت معاوية في الخلافة كما يثبت خاتمه في يده ! 6 - كما كان معاوية يرى نفسه أنه حقق نجاحات باهرة على علي ( عليه السلام ) فقد أوقع الخلاف بين أصحابه ، فانشق منهم الخوارج ، ثم أعدًّ لابن العاص جيشاً فغزا مصر وانتصر على حاكمها محمد بن أبي بكر وقتله ( رحمه الله ) ، وبذلك وفى بوعده لابن العاص ، وصارت مصر وكل المناطق المفتوحة من إقريقيا تبعاً لها ، تحت حكمه ، طعمةً له كل حياته لا يأخذ معاوية شيئاً من خراجها ! 7 - ثم بدأ سياسة الغارات على الحجاز والعراق واليمن ، فأوجد الرعب في نفوس المسلمين الذين تحت حكم علي ( عليه السلام ) ، ونشط عملاؤه في تخذيل المسلمين وعصيان دعوة علي ( عليه السلام ) واستنفاره إياهم للحرب . 8 - كان معاوية يرى أن نجمه في صعود ، ودولته تزداد قوة ، فقد بايعه أهل الشام بالخلافة ، وهم مطيعون له ، جاهزون لتنفيذ أوامره مهما كانت ! بينما نجم علي ( عليه السلام ) في أفول ، فقد خسر النصر المحقق في صفين ، ثم خسر حكم لجنة التحكيم ، ثم خسر مصر ووزيره الأشتر ومعاونه محمد بن أبي بكر ! والأهم من ذلك أنه خسر طاعة أصحابه الذين هم ثقل الجيوش الإسلامية في الكوفة والبصرة ، فالخوارج صار لهم ثأر عنده ، وهم فاتكون يطلبون رأسه ، وبقية الناس أكثرهم انحسروا عنه خوفاً من جيش الشام ، أو شكاً في علي بفعل دعايات معاوية وجماعته من رؤساء أصحاب علي ( عليه السلام ) وفي طليعتهم الأشعث بن قيس رئيس قبائل كندة ، وصاحب النفوذ المتزايد على قبائل اليمن ! 9 - اهتم معاوية بالنشاط السياسي السري ضد علي ( عليه السلام ) حتى كان يقول : ( حاربت