مَن الذي انتصر . . معاوية أم علي ( عليه السلام ) ؟ كان معاوية يتصور أنه سياسي عبقري ، يعرف كيف تؤكل الكتف ! 1 - فقد استطاع أن يثبت أقدامه على حكم بلاد الشام في زمن عمر وعثمان ، واستطاع أن يتجنب موجة النقمة على عثمان من الصحابة وأهل مصر والعراق والحجاز ، وفي نفس الوقت أن يكون وارث عثمان والمطالب بدمه ! ثم استطاع أن يتجنب حرب الجمل ومقتل طلحة والزبير وهزيمة عائشة ، ويستثمر ذلك لمصلحته ، فيجمع إليه كل قبائل قريش الطلقاء ! 2 - واستطاع أن يتهم علياً ( عليه السلام ) بدم عثمان أو بحماية قاتليه ، فقد رفع قميص عثمان الملطخ بدمه علماً وشعاراً ، ودار به في بلاد الشام ، وعقد له مجالس النوح والبكاء ، وأقنع أغلب أهل الشام بذلك أو جعلهم يشكون في مسؤولية علي ( عليه السلام ) ! 3 - وفي السنة الثانية لمقتل عثمان استطاع معاوية أن يُعِدَّ جيشاً من تسعين ألفاً ، من أهل الشام وأهل اليمن الشاميين ، وطلقاء قريش وأتباعهم ، ويشن بهم حرباً على علي ( عليه السلام ) في صفين ! 4 - ثم عندما شارف على الهزيمة وتهيأ للفرار في صفين ، استطاع بمساعدة عمرو بن العاص الداهية ، ونفوذ الأشعث بن قيس على جيش علي ( عليه السلام ) ، أن يوقف الحرب برفع المصاحف ، ويفرض الحكمين اللذين يرتضيهما ، ويعود إلى الشام ومعه مهلة سنة وخمسة أشهر ، حتى يجتمع الحكمان ! 5 - ثم استطاع أن يجعل الحكم الذي يمثل طرف علي ( عليه السلام ) وهو أبو موسى الأشعري مَضْحَكةً للناس ! فقد أقنعه ابن العاص أن يخطب في نهاية المحكمة