responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 451


من ملائكة تحرسه وترصده ، وترصد له ما ينبغي قوله وفعله وما لا ينبغي !
وبه نعرف معنى الجُنَّة الحصينة التي كانت ترافق أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وتمنع عنه الموت قبل أجَله ! فقد كان مطمئناً إلى أنه لن يقتل في حرب وإن جُرح بجروح خفيفة أو بليغة ! وقد تضاعف خطر الإغتيال عليه بعد النهروان ، فخوَّفه الناس من فتك الخوارج فقال : ( وإن عليًّ من الله جنة حصينة ، فإذا جاء يومي انفرجت عني وأسلمتني ، فحينئذ لا يطيش السهم ، ولا يبرأ الكلْم ) . ( نهج البلاغة : 1 / 283 ) وبذلك نتصور المستوى الذي بلغه النبي ( صلى الله عليه آله ) وعترته ( عليهم السلام ) ! فهم مع علمهم بآجالهم وابتلاءاتهم ، يعيشون بالعلم الظاهر ويتعاملون به ، ويستعملون الوسائل العادية لا أكثر ، لتجري مقادير الله تعالى !
( عن الحسن بن الجهم قال : قلت للرضا ( عليه السلام ) : إن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قد عرف قاتله والليلة التي يقتل فيها ، والموضع الذي يقتل فيه ، وقوله لما سمع صياح الإوز في الدار : صوائح تتبعها نوائح ، وقول أم كلثوم : لو صليت الليلة داخل الدار وأمرت غيرك يصلي بالناس فأبى عليها ، وكثر دخوله وخروجه تلك الليلة بلا سلاح ، وقد عرف ( عليه السلام ) أن ابن ملجم لعنه الله قاتله بالسيف ، كان هذا مما لم يجز تعرضه ! فقال : ذلك كان ، ولكنه خُيِّرَ في تلك الليلة ، لتمضي مقادير الله عز وجل ) . ( الكافي : 1 / 259 ) وبهذا ينتفي السؤال لماذا لم يحبس أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ابن ملجم ، بل استبشر بقدومه ، كما يستبشر المحبوس بمجئ من يطلقه من سجنه ؟ !
( وقدم عبد الرحمن بن ملجم المرادي الكوفة لعشر بقين من شعبان سنة أربعين فلما بلغ عليا ( عليه السلام ) قدومه قال : أوَقَدْ وافَى ؟ أما إنه ما بقي عليَّ غيره ، وهذا أوانه ! قال : فنزل على الأشعث بن قيس الكندي ، فأقام عنده شهراً يستحدُّ سيفه ) . ( تاريخ اليعقوبي : 2 / 222 ) .

451

نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 451
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست