responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 450


يعلم أجله ويعرف قاتله !
نحن بسطاء في فهم كثير من الأمور ، ومنها تصورنا عن الحياة والأجَل ! وبسطاء عندما نقيس حياة المعصوم ( عليه السلام ) بحياتنا ولا نفهم العالم الذي يحيط به !
نتصور أن غيب الله تعالى يشبه معلوماتنا التي نعرفها ولا يعرفها الآخرون وأن إخبار الله للنبي أو للوصي ( عليهم السلام ) على شئ من غيبه ، يشبه أن نخبر شخصاً عن حدث في المستقبل !
لكن الموضوع والمحمول والشروط في الغيب الإلهي ، مختلفة تماماً ! وقد أعطانا الله تعالى صورة عنها بقوله عز وجل : عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً ، إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً . ( الجن : 26 - 27 ) .
فلا بد أن يكون الشخص بدرجة الرسول المرتضى ، حتى يتحمل غيب الله تعالى ، وحينئذ يخصص له الله ملائكةً يرافقونه ويسددونه ، حتى لا يتضرر بالغيب الإلهي ، وحتى يستعمله في غرضه الرسالي بشكل صحيح !
ولا بد أن يكون هذا الغيب الذي يظهره الله لخاصة أوليائه ( عليهم السلام ) من نوع الأمر الإلهي المقضي الذي لابداء فيه ، فقد سأل حمران بن بكير الإمام الباقر ( عليه السلام ) عن الغيب في هذه الآية ، فأجابه : ( إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً ، وكان والله محمد ( صلى الله عليه آله ) ممن ارتضى ، وأما قوله : عالم الغيب فإن الله تبارك وتعالى عالم بما غاب عن خلقه ، فما يقدر من شئ ويقضيه في علمه قبل أن يخلقه وقبل أن يقضيه إلى الملائكة ، فذلك يا حمران علم موقوف عنده إليه فيه المشية ، فيقضيه إذا أراد ويبدو له فيه فلا يمضيه . فأما العلم الذي يقدره الله ويمضيه ، فهو العلم الذي انتهى إلى رسول الله ( صلى الله عليه آله ) ثم إلينا ) . ( بصائر الدرجات ص 133 ) .
وبهذه الإشارة إلى هذا البحث المفصل ، نفهم أيَّ غيب انضمَّت عليه جوانح أمير المؤمنين والأئمة من العترة النبوية الطاهرة ( عليهم السلام ) ، وأيَّ عالم يحيط بأحدهم

450

نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 450
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست