في معركته مع علي ( عليه السلام ) يتدخل الروم إلى جانبه في حربه لعلي ( عليه السلام ) ! فقد نقل ابن الأعثم شهادة علي ( عليه السلام ) بذلك ! قال في الفتوح : 2 / 539 : ( فنادى عليٌّ في الناس فجمعهم : أيها الناس إن معاوية بن أبي سفيان قد وادع ملك الروم ، وسار إلى صفين عازماً على حربكم ، فإن غلبتموهم استعانوا عليكم بالروم ! وإن غلبوكم فلا عراق حجاز ولا عراق ) . انتهى . ويؤيد مضمون هذا النص مؤشران : أولهما : أن بيت معاوية كان على صلة بالروم وكان أبو سفيان لا يخفي إعجابه بهم ! وعندما أرسل النبي ( صلى الله عليه آله ) رسالة إلى هرقل يدعوه فيها إلى الإسلام ، كان أبو سفيان في الشام ، فأحضره هرقل يسأله عن النبي ( صلى الله عليه آله ) فتنقص أبو سفيان من النبي ( صلى الله عليه آله ) ليحرك هرقل عليه ، فرد عليه زميله علقمة بن عُلاثة العامري ! قال ابن الأثير في النهاية : 2 / 478 : ( لما بلغه ( ص ) هجاء الأعشى علقمة بن علاثة العامري نهى أصحابه أن يرووا هجاءه وقال : إن أبا سفيان شعث مني عند قيصر فرد عليه علقمة وكذَّب أبا سفيان . يقال شعثت من فلان إذا غضضت منه وتنقصته ) . ( ونحوه في تاريخ دمشق : 41 / 148 ، ولسان العرب : 2 / 161 ) وقال البخاري : 1 / 6 : ( قال أبو سفيان فلما قال ( هرقل ) ما قال ، وفرغ من قراءة الكتاب كثر عنده الصخب وارتفعت الأصوات وأُخرجنا ، فقلت لأصحابي حين أخرجنا : لقد أمرَ أمرُ ابن أبي كبشة ! إنه يخافه ملك بني الأصفر ) . انتهى . وأبو كبشة مولى للنبي ( صلى الله عليه آله ) كان كفار قريش لعنهم الله ، ينبزونه به ! وقال ابن عقيل في النصائح الكافية ص 109 : ( كان أبو سفيان في الجاهلية أشد قريش عداوة للنبي ( صلى الله عليه آله ) وأعظمهم حرصاً على إطفاء نور الله ، وهو ممن أنزل الله فيهم قوله تعالى : فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ . ولم يزل ذلك دأبه وديدنه إلى أن أرغم الله أنفه بفتح مكة ودخل في الإسلام مكرهاً هو وبنوه وزوجته ، ثم