الحالية في حكمهم ، والمسلمون يغزونهم ، وربما غزا الروم المسلمين . وعندما تفاقمت نقمة الصحابة على عثمان وحاصروه ، كانت خطة معاوية أن لا يدخل في معركة مع الصحابة من أجل عثمان ، بل يصبر حتى يقتلوه ، فيطالب بدمه ! ويكون قتل الخليفة الأموي حجةً له لادعاء الخلافة ! فقد تقدم أن عثمان استصرخه فلم ينصره على قرب المسافة بينهما ، بل أرسل جيشاً إلى ذي خُشب ، وهو على مسيرة ساعات من المدينة ! ( معجم البلدان : 2 / 372 ) . وحرَّم على قائده أن يدخل المدينة مهما كان السبب ! قال ابن شبة في تاريخ المدينة : 4 / 1288 : ( أرسل عثمان إلى معاوية يستمده ، فبعث معاوية يزيد بن أسد جد خالد القسري وقال له : إذا أتيت ذا خُشب فأقم بها ولا تتجاوزها ، ولا تقل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب قال : أنا الشاهد وأنت الغائب ! فأقام بذي خشب حتى قتل عثمان ! فقلت لجويرية : لم صنع هذا ؟ قال : صنعه عمداً ليقتل عثمان فيدعو إلى نفسه ) ! ! انتهى . * * وعندما أشعلت عائشة وطلحة والزبير حرب الجمل على علي ( عليه السلام ) تعمَّد معاوية الانتظار أيضاً ، وقد ساءه انتصار علي ( عليه السلام ) ، لكن وزيره ابن العاص كان يصرح بأنهما كانا يتمنيان أن يقتل علي ( عليه السلام ) عائشة ليستفيدا من ذلك ! فقد بلغت وقاحة ابن العاص أن قال لعائشة : ( لوددت أنك قتلت يوم الجمل ! قالت : ولمَ لا أباً لك ! قال : كنت تموتين بأجلك وتدخلين الجنة ، ونجعلك أكبر التشنيع على علي بن أبي طالب ) . ( شرح النهج : 6 / 322 ، وعن الكامل للمبرد ص 151 ) . * * فقد كانت سياسة معاوية إذن ، إعداد قوته وتوفيرها استعداداً لمعركة الخلافة مع علي ( عليه السلام ) ! فمن الطبيعي أن يعقد اتفاقية هدنة مع الروم ، بل من الطبيعي أن نقرأ أنها كانت أكثر من هدنة ووصلت إلى شبه اتفاقية بينه وبينهم أنه إذا انهزم