< شعر > فارتد عمرو على عقبيه منكسراً * كالهر يرقب ختلاً عازم الفار ما زال يرميه عمارٌ بحجته * حتى أقر له من غير إكثار قال الحصين لما أبصرت حجته * غراء مثل بياض الصبح للساري ما بعد هذين من عيب لمنتظر * فاختر فدى لك بين العار والنار قلت الحياة فراق القوم معترفاً * بالذنب حقاً وليس العار كالنار ] < / شعر > قال : وأقبل نفر من أصحاب معاوية إلى عمرو بن العاص ، فقال له بعضهم : أبا عبد الله ، ألست الذي رويت لنا أن النبي ( صلى الله عليه آله ) قال : يدور الحق مع عمار حيث ما دار ؟ فقال عمرو : بلى قد رويت ذلك ولكنه يصير إلينا ويكون معنا . فقال له ذو الكلاع : هذا والله محال من الكلام ! والله لقد أفحمك عمار حيث بقيت وأنت لا تقدر على إجابته ! قال عمرو : صدقت وربما كان كلام ليس له جواب . . . قال : فأنشأ رجل من بني قيس يقول في ذلك : < شعر > والراقصات بركب عامدين له * إن الذي كان في عمرو لمأثور قد كنت أسمع والأنباء شائعة * هذا الحديث فقلت الكذب والزور حتى تلقيته عن أهل محنته * فاليوم أرجع والمغرور مغرور واليوم أبرأ من عمرو وشيعته * ومن معاوية المحذو به العير لا لا أقاتل عماراً على طمع * بعد الرواية حتى ينفخ الصور تركت عمرواً وأشياعاً له نكراً * إني بتركهم يا صاح معذور يا ذا الكلاع فدع لي معشراً كفروا * أو لا فديتك دين فيه تعزير ما في مقال رسول الله في رجل * شك ولا في مقال الرسل تحيير < / شعر > قال : ثم هرب صاحب هذا الشعر حتى لحق بعلي بن أبي طالب فصار معه . قال : فدعا معاوية عمرو بن العاص ، فقال : يا هذا إنك أفسدت أهل الشام عليَّ ، أكلَّ ما سمعت من رسول الله تقوله وترويه ؟ ! ما أكثر ما سمعنا منه فلم نروه !