responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 283


وعندما حاصر المسلمون عثمان لأكثر من شهر ، ومنعوا عنه الماء بأمر طلحة التيمي ! أرسل عليٌّ ولديه الحسن والحسين ( عليهم السلام ) بقِرَب الماء إلى دار الخلافة ، ففكوا الحصار وسقوا عثمان ومن معه ! ( تاريخ الطبري : 3 / 416 ، وغيره ) .
وفي أمالي الطوسي ص 715 : ( وقيل لعلي ( عليه السلام ) إن عثمان قد منع الماء ، فأمر بالروايا فعُكمت ، وجاء للناس علي ( عليه السلام ) فصاح بهم صيحة فانفرجوا ، فدخلت الروايا ، فلما رأى علي ( عليه السلام ) اجتماع الناس ووجوههم ، دخل على طلحة بن عبيد الله وهو متكئ على وسائد فقال له : إن هذا الرجل مقتول فامنعوه . فقال : أما والله دون أن تعطي بنو أمية الحق من أنفسها ) ! !
* * وعندما ثار أهل المدينة على يزيد بعد مجزرة كربلاء ، وأرادوا قتل الوالي ورجال الدولة من بني أمية ، أخذ رجالهم بالهرب من المدينة ، وبحثوا عمن يأوي نساءهم وأطفالهم ، فآواهم الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) وأطعمهم وسقاهم كعائلته ، وحماهم حتى بلَّغهم مأمنهم ! قال الطبري في تاريخه : 4 / 372 : ( وقد كان علي بن الحسين لما خرج بنو أمية نحو الشام ( أي هربوا بسبب ثورة أهل المدينة عليهم ) آوى إليه ثقل مروان بن الحكم وامرأته عائشة بنت عثمان بن عفان ، وهي أم أبان بن مروان ! وقد حدثت عن محمد بن سعد عن محمد بن عمر قال : لما أخرج أهل المدينة عثمان بن محمد من المدينة كلم مروان بن الحكم ابن عمر أن يغيِّب أهله عنده فأبى ابن عمر أن يفعل ! وكلم علي بن الحسين وقال : يا أبا الحسن إن لي رحماً وحرمي تكون مع حرمك فقال : أفعلُ ، فبعث بحرمه إلى علي بن الحسين ، فخرج بحرمه وحرم مروان حتى وضعهم بينبع ) . انتهى .
فالسماحة والبذل والنبل والشهامة وأخواتها من الصفات الإنسانية ، خلقٌ ودينٌ في بني هاشم . والصفات المضادة للقيم الإنسانية طبعٌ في بني أمية وقريش ! وقد جسدت كربلاء أعلى الدرجات في هؤلاء ، وأحطَّ الدركات في أولئك !
* * وقبل كربلاء أيضاً ، كانت هذه الحادثة بين علي ( عليه السلام ) ومعاوية في صِفِّين . فقد وصل جيش معاوية إليها قبل جيش علي ( عليه السلام ) ، وماء الفرات في أرض صفين سهل التناول ، بينما يصعب الإستقاء من غيرها لعمق مجرى النهر أو وعورته . ولذا بادر معاوية فحمى أماكن الورود ليمنع علياً ( عليه السلام ) وأنصاره منه ، ليموتوا عطشاً بظنه ! وجرت بينهم مداولات فأصرَّ معاوية على منعهم ، فحمل جيش علي ( عليه السلام ) وحرروا الفرات ، لكن علياً ( عليه السلام ) بذله لهم لأن الناس في الماء والكلأ والنار سواء !

283

نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 283
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست