حرية الناس أصل عند أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وإن أساؤوا استغلالها ! كان عمرو بن حريث شاباً قرشياً مترفاً ، في الثلاثينات من عمره ، فقد كان ابن ست سنين عند فتح مكة ، وهو مخزومي من قبيلة أبي جهل وخالد بن الوليد ، وكان من رجال دولة بني أمية في الكوفة . ولم يجبره أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على بيعته ، بل بايعه مختاراً كغيره من كبار موظفي عثمان . ولم يجبره على القتال معه في حرب الجمل أو صفين ، لكنه تهيأ مع المستنفرين إلى صفين ، وكان له ( شلة ) أصدقاء من نوعه كالأشعث بن قيس وشبث بن ربعي ، وحجر بن حجر ، وجرير بن عبد الله النخعي ، فقالوا لبعضهم إن الناس يسيرون يوم الأحد ونحن على خيولنا ، فلنتأخر عنهم أياماً ، ثم نلتحق بهم في المدائن قبل صلاة الجمعة ! فخرجوا للنزهة والصيد وشرب الخمر في شاطئ الفرات بالحيرة ، وكان مركزهم في قصر الخورنق قرب النجف ، قصر الأشعث بن قيس رئيس كندة . ( عن الأصبغ بن نباتة قال : أمرنا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بالمسير إلى المدائن من الكوفة فسرنا يوم الأحد ، وتخلف عمرو بن حريث في سبعة نفر فخرجوا إلى مكان بالحيرة يسمى الخورنق فقالوا : نتنزه فإذا كان يوم الأربعاء خرجنا فلحقنا علياً قبل أن يُجَمِّع ، فبينما هم يتغذون إذ خرج عليهم ضبٌّ فصادوه ، فأخذه عمرو بن حريث فنصب كفه وقال : بايعوا هذا أمير المؤمنين فبايعه السبعة وعمرو ثامنهم ، وارتحلوا ليلة الأربعاء فقدموا المدائن يوم الجمعة وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) يخطب ، ولم يفارق بعضهم بعضاً وكانوا جميعاً حتى نزلوا على باب المسجد ، فلما دخلوا نظر إليهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال : يا أيها الناس إن