سعة حرب صفين وكثرة أخبارها دوَّن المحدثون والمؤرخون القدماء والجدد ، مؤلفات خاصة بكل من حرب الجمل وصفين والنهروان ، كما قام الباحث السيد جعفر مرتضى أخيراً بدراسة الخوارج في مجلدين ، باسم ( علي ( عليه السلام ) والخوارج ) . وغرضنا هنا أن نسجل عنها صورةً تبين معالم نبل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وبقية العترة الطاهرة ( عليهم السلام ) وشيعتهم الأبرار ، وظلامتهم على يد قريش الطلقاء وأتباعهم ! وقد رأينا كيف سارعت قريش إلى نقض بيعتها لعلي ( عليه السلام ) وأعلنت خروجها عليه ، لا لسبب إلا لأنه علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ! وكيف استطاع طلحة زعيم تيم ، والزبير زعيم عبد العزى ، أن يقنعا عائشة ، أو استطاعت هي أن تقنعهما ، بوجوب حرب علي ( عليه السلام ) قبل أن يثبِّت نظام حكمه ! وانهزم أصحاب الجمل وانتهت قيادتهم لكن قريشاً لم تقبل بخلافة علي ( عليه السلام ) ! فسرعان ما جمعت فلولها عند معاوية ، وشجعته على فتح حرب جديدة أكبر وأطول ضد خلافة بني هاشم ! فكانت حرب صفين الكبرى ، التي وقعت قرب الحدود السورية العراقية ، وكادت أن تختم بنصر علي ( عليه السلام ) وهزيمة معاوية ، لولا أن قسماً من جيش علي ( عليه السلام ) ، هم الخوارج فيما بعد ، أصروا عليه أن يقبل الهدنة وتحكيم حكمين ، عندما رفع معاوية المصاحف طالباً إيقاف القتال ! ثم سرعان ما ندم الخوارج وقالوا لقد كفرنا بقبولنا تحكيم الرجال في دين الله ! وخرجوا على علي ( عليه السلام ) مطالبين أن يعترف بأنه كفر لقبوله رأيهم في التحكيم ! !