responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 255


لا تفسير لذلك إلا أن الله تعالى علم بعلمه المطلق أن قريشاً على رغم فتح عاصمتها مكة وإخضاعها عسكرياً ، ما تزال تشكل في المستقبل القريب خطراً على أصل الإسلام ، وأن بني أمية أقدر القبائل على قيادة قريش ، وأن تسليم قبائل قريش قيادتها إلى سهيل بن عمرو السهمي ، وأبي بكر التيمي ، وعمر العدوي ، ليس إلا حالة طارئة قصيرة تعود بعدها قيادتها إلى أمية !
وأن نقمة الصحابة والأمة على عثمان ليست إلا مقطعاً قصيراً أيضاً ، بإمكان بني أمية أن يحتووه ، أما طلحة والزبير وعائشة فلو نجحوا في إسقاط حكم علي ( عليه السلام ) وأخذوا الخلافة ، فهم متناقضون عجولون ، ليست لهم القدرة على قيادة قريش ، وسرعان ما ينتهون ولا يكونون إلا كالزوج المحلِّل لرجوع الخلافة إلى بني أمية ، كما كان حال سهيل وأبي بكر وعمر !
لذلك كانت وصية النبي ( صلى الله عليه آله ) لعلي ( عليه السلام ) أن يستثمر نقمة الأمة على عثمان ويقاتل بني أمية على التأويل كما قاتلهم مع النبي ( صلى الله عليه آله ) على التنزيل ، وبذلك يتمُّ بعثُ العهد النبوي مجدداً ليبقى ماثلاً في تاريخ الأمة وضميرها ، حتى لو لم يتحقق لعلي ( عليه السلام ) النصر الكامل على قريش وأمية !
وهذا يفسر لنا تأكيدات أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأبرار الصحابة على أن بني أمية ما أسلموا ولكن استسلموا ! وأنهم أصحاب مشروع خفي لتشويه شخصية النبي ( صلى الله عليه آله ) وضرب أصل الإسلام ! فقد كان عمار بن ياسر ( رحمه الله ) ينادي : ( أيها الناس والله ما أسلموا ، ولكنهم استسلموا وأسروا الكفر ! فلما وجدوا أعواناً أظهروه ) ! ( صفين لابن مزاحم ص 243 ، وشرح الأخبار : 2 / 157 ، وعلل الشرائع : 1 / 222 ) .
وقد أخذ عمار ذلك من إمامه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الذي أخذ من النبي ( صلى الله عليه آله ) ، ففي نهج البلاغة : 3 / 16 : ( وكان ( عليه السلام ) يقول لأصحابه عند الحرب : لا تشتدن عليكم فرَّةٌ بعدها كرة ، ولا جولة بعدها حملة وأعطوا السيوف حقوقها ، ووطئوا للجنوب مصارعها ،

255

نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست