responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 226


ثم تراءى الجمعان وتقاربا ، ورأى علي ( عليه السلام ) تصميم القوم على قتاله ، فجمع أصحابه وخطبهم خطبة بليغة قال ( عليه السلام ) فيها : واعلموا أيها الناس أني قد تأنيت هؤلاء القوم ، وراقبتهم وناشدتهم كيما يرجعوا ويرتدعوا ، فلم يفعلوا ولم يستجيبوا ، وقد بعثوا إليَّ أن أبرز إلى الطعان وأثبت للجلاد ! وقد كنت وما أهدد بالحرب ولا أدعى إليها ، وقد أنصف القارة من راماها ، منها : فأنا أبو الحسن الذي فللت حدهم وفرقت جماعتهم ، فبذلك القلب ألقى عدوي ، وأنا على بينة من ربي ، لما وعدني من النصر والظفر ، وإني لعلى غير شبهة من أمري . ألا وإن الموت لا يفوته المقيم ولا يعجزه الهارب ، ومن لم يقتل يمت فإن أفضل الموت القتل . والذي نفس علي بيده لألفُ ضربة بالسيف أهون عليَّ من ميتة على الفراش . ثم رفع يده إلى السماء وقال : اللهم إن طلحة بن عبيد الله أعطاني صفقة يمينه طائعاً ثم نكث بيعتي ، اللهم فعاجله ولا تمهله . وإن زبير بن العوام قطع قرابتي ونكث عهدي وظاهر عدوي ونصب الحرب لي ، وهو يعلم أنه ظالم لي ! اللهم فاكفنيه كيف شئت .
ثم تقاربوا وتعبَّوْا لابسي سلاحهم ودروعهم متأهبين للحرب ، كل ذلك وعلي ( عليه السلام ) بين الصفين عليه قميص ورداء وعلى رأسه عمامة سوداء ، وهو راكب على بغلة ، فلما رأى أنه لم يبق إلا مصافحة الصفاح والمطاعنة بالرماح صاح بأعلى صوته : أين الزبير بن العوام فليخرج إليَّ ؟ فقال الناس : يا أمير المؤمنين أتخرج إلى الزبير وأنت حاسر وهو مدجج في الحديد ؟ فقال ( عليه السلام ) : ليس عليَّ منه بأس ، ثم نادى ثانية : فخرج إليه ودنا منه حتى واقفه فقال له علي ( عليه السلام ) : يا أبا عبد الله ما حملك على ما صنعت ؟ فقال : الطلب بدم عثمان ، فقال ( عليه السلام ) : أنت وأصحابك قتلتموه فيجب عليك أن تقيد من نفسك ! ولكن أنشدك الله الذي لا إله إلا هو الذي أنزل الفرقان على نبيه محمد ( صلى الله عليه آله ) : أما تذكر يوماً قال لك رسول الله ( صلى الله عليه آله ) : يا زبير أتحب علياً ؟ فقلت : وما يمنعني من حبه وهو ابن خالي ، فقال لك : أما إنك ستخرج عليه يوماً

226

نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست