وأنت له ظالم ؟ ! فقال الزبير : اللهم بلى فقد كان ذلك ! فقال علي ( عليه السلام ) : فأنشدك الله الذي أنزل الفرقان على نبيه محمد ( صلى الله عليه آله ) : أما تذكر يوماً جاء رسول الله ( صلى الله عليه آله ) من عند ابن عوف وأنت معه وهو آخذ بيدك ، فاستقبلته أنا فسلمت عليه فضحك في وجهي وضحكت أنا إليه ، فقلت أنت : لا يدع ابن أبي طالب زهوه أبداً ! فقال لك النبي ( صلى الله عليه آله ) : مهلاً يا زبير فليس به زهو ، ولتخرجن عليه يوماً وأنت ظالم له ؟ ! فقال الزبير : اللهم بلى ، ولكن أنسيت ! فأما إذْ ذكرتني ذلك فلأنصرفن عنك ، ولو ذكرت ذلك لما خرجت عليك ! ثم رجع إلى عايشة فقالت : ما وراءك يا أبا عبد الله ؟ فقال الزبير : والله ورائي أني ما وقفت موقفاً في شرك ولا إسلام إلا ولي فيه بصيرة ، وأنا اليوم على شك من أمري ، وما أكاد أبصر موضع قدمي ! ثم شق الصفوف وخرج من بينهم ونزل على قوم من بني تميم ، فقام إليه عمرو بن جرموز المجاشعي فقتله حين نام ، وكان في ضيافته ، فنفذت دعوة علي ( عليه السلام ) فيه . وأما طلحة فجاءه سهم وهو قائم للقتال فقتله ، ثم التحم القتال . وقال علي ( عليه السلام ) يوم الجمل : ( وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ، ثم حلف حين قرأها أنه ما قوتل عليها منذ نزلت حتى اليوم ) ! انتهى . وفي الإحتجاج : 1 / 237 : ( عن سليم بن قيس الهلالي قال : لما التقى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أهل البصرة يوم الجمل ، نادى الزبيرَ يا أبا عبد الله أخرج إليَّ : فخرج الزبير ومعه طلحة . فقال لهما : والله إنكما لتعلمان وأولوا العلم من آل محمد وعائشة بنت أبي بكر : أن كل أصحاب الجمل ملعونون على لسان محمد ( صلى الله عليه وآله ) وقد خاب من افترى ! قالا : كيف نكون ملعونين ونحن أصحاب بدر وأهل الجنة ! فقال ( عليه السلام ) : لو علمت أنكم من أهل الجنة لما استحللت قتالكم ، فقال له الزبير : أما سمعت حديث سعيد بن عمرو بن نفيل وهو يروي أنه سمع رسول الله يقول : عشرة من