وأكد الطبري رواية المدائني ، فقال في تاريخه : 3 / 476 : ( إن عائشة لما انتهت إلى سرف راجعة في طريقها إلى مكة ، لقيها عبد بن أم كلاب وهو عبد بن أبي سلمة ينسب إلى أمه فقالت له : مهيم ؟ قال : قتلوا عثمان فمكثوا ثمانياً . قالت : ثم صنعوا ماذا ؟ قال : أخذها أهل المدينة بالاجتماع فجازت بهم الأمور إلى خير مجاز ، اجتمعوا على علي بن أبي طالب ! فقالت : والله ليت أن هذه انطبقت على هذه إن تمَّ الأمر لصاحبك ! ردوني ردوني ! فانصرفت إلى مكة وهي تقول : قتل والله عثمان مظلوماً والله لأطلبن بدمه ! فقال لها ابن أم كلاب : ولمَ ، فوالله إن أول من أمال حرفه لأنت ، ولقد كنت تقولين : أقتلوا نعثلاً فقد كفر ! قالت : إنهم استتابوه ثم قتلوه ، وقد قلت وقالوا ، وقولي الأخير خير من قولي الأول ! فقال لها ابن أم كلاب : < شعر > فمنك البداءُ ومنك الغِيَرْ * ومنك الرياح ومنك المطرْ وأنت أمرت بقتل الإمام * وقلت لنا إنه قد كفر فهبنا أطعناك في قتله * وقاتله عندنا من أمر فلم يسقط السقف من فوقنا * ولم تنكسف شمسنا والقمر وقد بايع الناس ذا تَدْرُإٍ * يزيلُ الشبا ويقيم الصَّعَرْ ويلبس للحرب أثوابها * وما من وفي مثل من قد غدر < / شعر > فانصرفت إلى مكة فنزلت على باب المسجد ، فقصدت للحِجْر فسُترت ، واجتمع إليها الناس فقالت : يا أيها الناس إن عثمان قتل مظلوماً ووالله لأطلبن بدمه ) ! . * *