responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 179


المستجابة الدعاء ! ولم يستجر بنو هاشم بقبر النبي ( صلى الله عليه آله ) طالبين رفع ظلامتهم ، وهو من عادات العرب التي يحسبون لها حساباً !
ولم يجرِّد عليٌّ ( عليه السلام ) ذا الفقار ، بل رأينا بطلَ بدرٍ وأحُدٍ والخندق وفاتح خيبر ، انقاد لأشخاص لا هم فرسان ولا شجعان ، يجرُّونه إلى السقيفة بحمائل سيفه ، ولم يدفعهم عن نفسه بيده ولا سيفه ! ولو فعل لفرُّوا منه كالبغاث ! لكنه وفى بما التزم به لحبيبه المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) ، أن لا يدع التاريخ يجري بما هو أكثر سوءاً !
علي ( عليه السلام ) يصف عهود أبي بكر وعمر وعثمان !
وصف ( عليه السلام ) فترة الثلاثين سنة التي تحمَّل فيها أهل البيت النبوي وشيعتهم أقسى مأساة جرت على عترة بعد نبيها ، فقال في خطبته المعروفة بالشقشقية :
( أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ، ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير ، فسدلت دونها ثوباً وطويت عنها كشحاً ، وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء ، أو أصبر على طخية عمياء ، يهرم فيها الكبير ، ويشيب فيها الصغير ، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه !
فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى ، فصبرت وفي العين قذى ، وفي الحلق شجى ، أرى تراثي نهباً ! حتى مضى الأول لسبيله فأدلى بها إلى ابن الخطاب بعده ! ثم تمثل بقول الأعشى : شتانَ ما يومي على كورها ويومِ حيانَ أخي جابرٍ فيا عجباً بينا هو يستقيلها في حياته ، إذ عقدها لآخر بعد وفاته ! لشد ما تشطَّرا ضرعيها ! فصيرها في حوزة خشناء يغلظ كلامها ويخشن مسها ، ويكثر العثار فيها ، والاعتذار منها ، فصاحبها كراكب الصعبة إن أشنق لها خَرَم ، وإن أسلس لها تقحَّم ، فمني الناس لعمر الله بخبط وشماس وتلون واعتراض ، فصبرت على طول المدة وشدة المحنة . حتى إذا مضى لسبيله ، جعلها في جماعة زعم أني أحدهم ! فيا لله وللشورى متى اعترض الريب في مع الأول منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر !

179

نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست