يصلون على آل محمد في صلاتهم ، ويهدرون دماءهم كانت أول نتائج هذه الموجة : أن عترة النبي ( صلى الله عليه آله ) الذين نزلت فيهم آيات الوحي ورووا في أصح كتبهم أن النبي ( صلى الله عليه آله ) علمهم أن يقرنوهم به فيصلوا عليهم معه في صلاتهم فقال : ( قولوا اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ) ! ( البخاري : 6 / 345 ، و : 4 / 118 ) . ورووا احتفاءه ( صلى الله عليه آله ) بنزول آية التطهير فيهم وأنه حددهم بأشخاصهم فأدار عليهم كساء وقال : ( اللهم إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد إنك حميد مجيد . قالت أم سلمة : فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي وقال : إنك على خير ) . ( مسند أحمد : 6 / 292 و 298 ) . هؤلاء العترة النبوية العظماء صلوات الله عليهم ، الذين كانت الأمة وما زالت تصلي عليهم في صلواتها ، كان نصيبهم الهجوم على دارهم والتهديد بالقتل إن لم يبايعوا ! في غارة مبكرة ، افتتح بها القرشيون تاريخ الإسلام بعد النبي ( صلى الله عليه آله ) ! ثم كان نصيبهم جميعاً القتل تحت نجوم السماء ، فلم يمت منهم واحدٌ موتة طبيعية ! ثم كان نصيب شيعتهم التكفير والتقتيل والاضطهاد ، إلى يومنا هذا ! والبادئ في ذلك هو تحالف بطون قريش الذي هدر دم آل الرسول ( صلى الله عليه آله ) قبل أن تدفن جنازته ! وكان مستعداً لأن يحرق الدار عليهم ثمناً لبيعة رئيس عشيرة تيم ، بيعةً بلا نص ولا مشورة ، سماها عمر فلتة ، ودبرتها قريش خلسةً ، واختاروا لها وقت ذهول المسلمين بموت نبيهم ( صلى الله عليه آله ) وذهول أهل بيته ( عليهم السلام ) وانشغالهم بمراسم جنازته ( صلى الله عليه آله ) ! وأعجب من ذلك : أن علياً والزهراء ( عليهما السلام ) ، نفَّذا ما عاهدا عليه رسول الله ( صلى الله عليه آله ) ، فاكتفيا بتسجيل ظلامتهما وحُجَّتهما ، فلم تَدْعُ الزهراء ( عليها السلام ) عليهم بالعذاب ، وهي