الأنصار وبعض نساء المهاجرين ، وربما بعض نساء الطلقاء ! هنا يأتي دور ما ذكرته مصادرنا من أن ( بعض أهل المدينة ) شَكوْا من استمرار مجالس فاطمة ( عليها السلام ) ليلاً ونهاراً ! قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( البكاؤون خمسة : آدم ، ويعقوب ، ويوسف ، وفاطمة بنت محمد ، وعلي بن الحسين ( عليهم السلام ) . فأما آدم فبكى على الجنة حتى صار في خديه أمثال الأودية ! وأما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره ، وحتى قيل له : تَاللهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ . وأما يوسف فبكى على يعقوب حتى تأذى به أهل السجن فقالوا له : إما أن تبكي الليل وتسكت بالنهار ، وإما أن تبكي النهار وتسكت بالليل ، فصالحهم على واحد منهما . وأما فاطمة فبكت على رسول الله ( صلى الله عليه آله ) حتى تأذى بها أهل المدينة فقالوا لها : قد آذيتنا بكثرة بكائك ! فكانت تخرج إلى المقابر فتبكي حتى تقضي حاجتها ثم تنصرف . وأما علي بن الحسين فبكى على الحسين ( عليه السلام ) عشرين سنة ما وضع بين يديه طعام إلا بكى حتى قال له مولى له : جعلت فداك يا ابن رسول الله إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين ، قال : إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون ، إني ما أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني لذلك عبرة ) . انتهى . ( الخصال للصدوق ص 272 ورواه أيضاً في الأمالي ص 204 ، والنيسابوري في روضة الواعظين ص 451 ، وابن شهرآشوب في المناقب : 3 / 104 ) . وقال المجلسي في بحار الأنوار : 43 / 177 : ( واجتمع شيوخ أهل المدينة وأقبلوا إلى أمير المؤمنين فقالوا له : يا أبا الحسن إن فاطمة تبكي الليل والنهار فلا أحد منا يتهنأ بالنوم في الليل على فرشنا ، ولا بالنهار لنا قرار على أشغالنا وطلب معايشنا ،