ثانية فاختار منها زوجك ، وأوحى إليَّ أن أزوجك إياه ، وأتخذه ولياً ووزيراً ، وأن أجعله خليفتي في أمتي . فأبوك خير أنبياء الله ورسله ، وبعلك خير الأوصياء ، وأنت أول من يلحق بي من أهلي . ثم اطَّلع إلى الأرض إطلاعة ثالثة فاختارك وولديك ، فأنت سيدة نساء أهل الجنة وابناك حسن وحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وأبناء بعلك أوصيائي إلى يوم القيامة كلهم هادون مهديون ، وأول الأوصياء بعدي أخي علي ، ثم حسن ، ثم حسين ، ثم تسعة من ولد الحسين في درجتي ، وليس في الجنة درجة أقرب إلى الله من درجتي ودرجة أبي إبراهيم ! أما تعلمين يا بنية أن من كرامة الله إياك أن زوجك خير أمتي ، وخير أهل بيتي ، أقدمهم سلماً وأعظمهم حلماً ، وأكثرهم علماً . فاستبشرت فاطمة ( عليها السلام ) وفرحت بما قال لها رسول الله ( صلى الله عليه آله ) . . . الحديث وهو طويل ) . انتهى . ( ورواه القاضي النعمان في شرح الأخبار : 1 / 122 ، عن أبي سعيد الخدري ، والطبري الشيعي في المسترشد ص 613 ، بتفصيلات أخرى . . الخ . ) . يا رسول الله أخشى على نفسي وولدي الضيعة بعدك ! ممن ؟ من هؤلاء الجالسين حول أبيها ، الذين حدثها بما هم فاعلون ! فاغرورقت عينا رسول الله بالبكاء ! ممن ؟ من زعماء قريش الجالسين حوله ! الذين أخبره ربه أن عاصفتهم بالباب ، تنتظر أن يغمض عينيه لتعصف بالإسلام وبالترتيبات الربانية له ! وأن بيت فاطمة ( عليها السلام ) سيكون أول هدفهم فيهددونهم بإحراق البيت على من فيه ، إن لم يعترفوا بشرعية إمام بطون قبائل قريش ! ! لقد أعد النبي ( صلى الله عليه آله ) أهل بيته فاطمة وعلياً والحسنين ( عليهم السلام ) لمرحلة ما بعده . . فلا تنقصهم المعلومات ولا التوجيهات ، ولا اليقين بما سيكون ، فقد حكاه الله لنبيه مفصلاً فحكاه لهم ، فآمنوا به على مستوى الحس لا الحدس ، وأخذ عليهم النبي العهد والميثاق أن يصبروا ويعملوا لإنقاذ ما يمكن ، وأعطوه العهد على ذلك عن