فوقعت السفينة في اللجة ، فاستهموا فوقع السهم على يونس ثلاث مرات قال : فمضى يونس إلى صدر السفينة فإذا الحوت فاتح فاه فرمى نفسه . ثم كان عند عبد المطلب تسعة بنين فنذر في العاشر إن رزقه الله غلاماً أن يذبحه ، فلما ولد عبد الله لم يكن يقدر أن يذبحه ورسول الله « صلى الله عليه وآله » في صلبه ، فجاء بعشر من الإبل فساهم عليها وعلى عبد الله فخرجت السهام على عبد الله ، فزاد عشراً فلم تزل السهام تخرج على عبد الله ويزيد عشراً ، فلما أن خرجت مائة خرجت السهام على الإبل فقال عبد المطلب : ما أنصفت ربي فأعاد السهام ثلاثاً فخرجت على الإبل فقال : الآن علمت أن ربي قد رضي فنحرها » ( الفقيه : 3 / 89 ) . ومعناه أنه نهاه الله تعالى عن ذبحه وأمره أن يفديه بما استقرت عليه القرعة . ونلاحظ أن النبي « صلى الله عليه وآله » ضحى في حجة الوداع بمئة ناقة ، وهي عدد فداء جده لأبيه « صلى الله عليه وآله » ، وأشرك فيها علياً « عليه السلام » لشراكته في وراثة عبد المطلب . وقد صحح علماء السنة حديث : أنا ابن الذبيحين : رواه الحاكم : 2 / 554 ، وصححه الذهبي ، والسرخسي : 8 / 141 ، وبدائع الصنائع : 5 / 85 ، وتخريج الأحاديث : 3 / 177 وفيض القدير : 3 / 762 ، وكشف الخفاء : 1 / 199 ، وفيه : « إسماعيل هو الذبيح على القول الصواب عند علماء الصحابة والتابعين » . وفي أمالي الطوسي / 457 : « والصحيح أنه إسماعيل لمكان الخبر ، ولإجماع علماء أهل البيت « عليهم السلام » على أنه إسماعيل » . وفي أضواء على المسيحية للدكتور شلبي / 66 : « يقول برنابا : فكلم الله حينئذ إبراهيم قائلاً : خذ ابنك البكر واصعد الجبل لتقدمه ذبيحة . والبكر هو إسماعيل « عليه السلام » ، وقد ولد إسحاق « عليه السلام » بعده بسبع سنين » .