قال ابن هشام : فلما أكثر ، ظن رجل من أصحاب رسول الله ( ص ) أنه إنما يعرض به فيما حدثنا زياد بن عبد الله البكائي عن ابن إسحاق ، وقد سمى ابن إسحاق الرجل ( وهو عثمان ) فقال : قد سمعتُ ما تقول منذ اليوم يا ابن سمية ، والله إن لأراني سأعرض هذه العصا لأنفك ! قال وفى يده عصاً ! قال : فغضب رسول الله ( ص ) ثم قال : ما لهم ولعمار ، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ! إن عماراً جلدة ما بين عينيَّ وأنفى ، فإذا بلغ ذلك من الرجل فلم يَسْتَبْقِ ، فاجتنبوه » .
أقول : عمل النبي « صلى الله عليه وآله » بيده فخجل المسلمون وشاركوا في العمل ، لكن عثمان بقي يحمل بيده عصاً ويحيد عن الغبار ويضع ثوبه على أنفه ، وجرى بينه وبين عمار كلام فأنشد علي « عليه السلام » هذه الأبيات فأخذ عمار يرددها ، فسبه عثمان فأجابه النبي « صلى الله عليه وآله » بقوة ! لكن عثمان لم يعتبر عثمان بكلام النبي « صلى الله عليه وآله » فعندما صار خليفة وكتب له الصحابة عريضة انتقاد لتصرفات عماله ، وبعثوها له مع عمار : « فأخذ عمار الكتاب فأتاه به ، فقرأ منه صدراً ثم قال له : أعليَّ تُقْدِم من بينهم ! فقال : لأني أنصحهم لك . قال : كذبت يا ابن سمية ! فقال : أنا والله ابن سمية وابن ياسر ! فأمر عثمان غلماناً له فمدوا بيديه ورجليه ، ثم ضربه عثمان برجليه وهي في الخفين على مذاكيره فأصابه الفتق ، وكان ضعيفاً كبيراً فغشي عليه » ! ( شرح النهج : 3 / 50 والشافي : 4 / 286 . ونبه في الصحيح من السيرة : 4 / 216 ، إلى أن القصة وقعت في توسيع المسجد النبوي بعد خيبر ) .

564