وابتنى رسول الله « صلى الله عليه وآله » منازله ومنازل أصحابه حول المسجد ، وخط لأصحابه خططاً فبنوا فيها منازلهم ، وكل شرع منه باباً إلى المسجد ، وخطَّ لحمزة وشرع بابه إلى المسجد ، وخط لعلي بن أبي طالب مثل ما خط لهم ، وكانوا يخرجون من منازلهم فيدخلون المسجد ، فنزل عليه جبرئيل فقال : يا محمد إن الله يأمرك أن تأمر كل من كان له باب إلى المسجد يسده ، ولا يكون لأحد باب إلى المسجد إلا لك ولعلي ، يحل لعلي فيه ما يحل لك . فغضب أصحابه وغضب حمزة وقال : أنا عمه يأمر بسد بابي ويترك باب ابن أخي وهو أصغر مني ! فجاءه فقال « صلى الله عليه وآله » : يا عم لا تغضبن من سد بابك وترك باب علي ، فوالله ما أنا أمرت بذلك ولكن الله أمر بسد أبوابكم وترك باب علي ! فقال : يا رسول الله رضيت وسلمت لله ولرسوله . قال : وكان رسول الله « صلى الله عليه وآله » حيث بني منازله كانت فاطمة « عليها السلام » عنده » . وروى ابن هشام : 2 / 343 ، دخول النبي « صلى الله عليه وآله » وقال في وصف بناء المسجد : « فدخل عمار بن ياسر وقد أثقلوه باللبن فقال : يا رسول الله ، قتلوني ، يحملون عليَّ مالا يحملون ! قالت أم سلمة زوج النبي ( ص ) : فرأيت رسول الله ينفض وفرته بيده ، وكان رجلاً جعداً ، وهو يقول : ويح ابن سمية ، ليسوا بالذين يقتلونك ، إنما تقتلك الفئة الباغية ! وارتجز علي بن أبي طالب رضي الله عنه يومئذ : < شعر > لا يستوي من يعمر المساجدا * يدأبُ فيه قائماً وقاعدا ومن يرى عن الغبار حائدا . . . < / شعر >