حضير . قال : فطبخ له أسيد يوماً قدراً فلم يجد من يحملها فحملها بنفسه وكان رجلاً شريفاً من النقباء ، فوافاه رسول الله « صلى الله عليه وآله » وقد رجع من الصلاة ، فقال : حملتها بنفسك ؟ قال : نعم يا رسول الله ، لم أجد أحداً يحملها . فقال : بارك الله عليكم من أهل بيت . . . قال : وكان رسول الله « صلى الله عليه وآله » يصلي في المربد بأصحابه ، فقال لأسعد بن زرارة : إشتر هذا المربد من أصحابه . فساوم اليتيمين عليه فقالا : هو لرسول الله « صلى الله عليه وآله » ، فقال رسول الله : لا ، إلا بثمن ، فاشتراه بعشرة دنانير ، وكان فيه ماء مستنقع فأمر به رسول الله « صلى الله عليه وآله » فَسُيِّلَ وأمر باللبن فضرب ، فبناه رسول الله « صلى الله عليه وآله » فحفره في الأرض ثم أمر بالحجارة فنقلت من الحرة ، وكان المسلمون ينقلونها فأقبل رسول الله « صلى الله عليه وآله » يحمل حجراً على بطنه ، فاستقبله أسيد بن حضير فقال : يا رسول الله أعطني أحمله عنك . قال : لا ، إذهب فاحمل غيره . فنقلوا الحجارة ورفعوها من الحفرة حتى بلغ وجه الأرض ، ثم بناه أولاً بالسعيدة لبنة لبنة ، ثم بناه بالسميط وهو لبنة ونصف ، ثم بناه بالأنثى والذكر لبنتين مخالفتين ، ورفع حائطه قامة ، وكان مؤخره ذراع في مائة . ثم اشتد عليهم الحر فقالوا : يا رسول الله لو : أظللت عليه ظلاً ، فرفع أساطينه في مقدم المسجد إلى ما يلي الصحن بالخشب ، ثم ظلله وألقى عليه سعف النخل فعاشوا فيه فقالوا : يا رسول الله لو سقفت سقفاً . قال : لا ، عريش كعريش موسى ، الأمر أعجل من ذلك .