من بني الحارث بن الخزرج . فانطلقت حتى إذا وازت دار بني مالك بن النجار بركت على باب مسجد رسول الله « صلى الله عليه وآله » وهو يومئذ مربد لغلامين يتيمين من بني النجار ، فلما بركت ورسول الله « صلى الله عليه وآله » لم ينزل ، ووثبت فسارت غير بعيد ورسول الله واضع لها زمامها لا يثنيها به ، ثم التفتت إلى خلفها فرجعت إلى مبركها أول مرة فبركت ، ثم تجلجلت ورزمت ووضعت جرانها ، فنزل عنها رسول الله « صلى الله عليه وآله » . واحتمل أبو أيوب رحله فوضعه في بيته ، ونزل النبي « صلى الله عليه وآله » في بيت أبي أيوب ، وسأل عن المربد فأخبر أنه لسهل وسهيل يتيمين لمعاذ بن عفراء فأرضاهما معاذ ، وأمر النبي ببناء المسجد . وعمل فيه رسول الله « صلى الله عليه وآله » بنفسه ، فعمل فيه المهاجرون والأنصار ، وأخذ المسلمون يرتجزون وهم يعملون ، فقال بعضهم : < شعر > لئن قعدنا والنبيُّ يَعْمَلُ * لَذَاكَ منَّا العملُ المُضَلَّلُ < / شعر > والنبي « صلى الله عليه وآله » يقول : لا عيش إلا عيش الآخرة . اللهم ارحم الأنصار والمهاجرة . . . ثم انتقل من بيت أبي أيوب إلى مساكنه التي بنيت له . وقيل كان مدة مقامه بالمدينة إلى أن بني المسجد وبيوته من ربيع الأول إلى صفر من السنة القابلة » . وفي الكافي : 3 / 296 ، أن الإمام الصادق « عليه السلام » سئل : « كم كان مسجد رسول الله « صلى الله عليه وآله » ؟ قال : كان ثلاثة آلاف وستمائة ذراع تكسيراً » . وفي إعلام الورى : 1 / 154 : « وكان خروج رسول الله « صلى الله عليه وآله » من قبا يوم الجمعة ، فوافى بني سالم عند زوال الشمس فتعرضت له بنو سالم فقالوا : يا رسول الله هلمَّ إلى الجد والجلد والحلفة والمنعة ، فبركت ناقته عند مسجدهم ، وقد كانوا بنوا